وهذا بخلاف غيرهم من أهل البدع الذين انتحلوا لأنفسهم أسماء أرادوا أن تميزهم عن غيرهم، أو سماهم غيرهم فقبلوا تسميته لهم. وأما أهل السنة فليس لهم اسم إلا هذا الاسم. وإن كان غيرهم قد يسميهم بأسماء باطلة، فإنه ما من فرقة منحرفة إلا وابتدعت لأهل السنة اسماً يناسب ما خالفها فيه أهل السنة. مع ذلك بقي (أهل السنة) لم يلزمهم اسم من هذه الأسماء الباطلة.
* روى ابن عبد البر قال: (جاء رجل إلى مالك فقال: يا أبا عبد الله أسألك عن مسألة أجعلك حجة فيما بيني وبين الله -عز وجل- قال مالك: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، سل. قال: من أهل السنة؟ قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به، لا جهمي، ولا قدري، ولا رافضي) [1] . وهكذا يحدد الإمام مالك - رحمه الله - ويعرف أهل السنة بأنهم ليس لهم لقب يعرفون به إلا اللقب المسئول عنه (أهل السنة) .
(1) الانتقاء ص35.