فهرس الكتاب
الصفحة 186 من 222

4 -وداخل هذه الدائرة العامة الشاملة التي تحيط بأهل السنة والجماعة وتحصرهم حول مركز ثابت: هو الكتاب والسنة وفقه السلف، يتفاوت الناس -أفرادا وجماعات- قربا أو بعدا عن مركز الدائرة، فالبعض أعلم بالسنة وأصبر عليها من غيره، والبعض أعلم في جانب معين، والبعض أصبر وأكثر التزاما بالسنة في جانب آخر وهكذا.

* وداخل هذه الدائرة الكبرى يجتمع الدين كله علما وعملا، ويكمل أهل السنة بعضهم بعضا، فما ليس عند هذا -من علم أو عمل - تجده عند غيره، وما عند من ذلك خير قد لا تجده عند هذا، ولكن مجموع الدين والشرع الذي أتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ربه لا يخرج عن جماعة السنة سواء في العقائد أو العبادات أو مناهج النظر أو المقاصد أو السياسات الشرعية أو غير ذلك من أنواع الخير.

* وداخل هذه الدائرة قد يختلف المجتهدون فيما بينهم على المسائل العلمية أو العملية، دون أن يخرج الحق عن حدود جماعتهم، لأن علماءهم وأئمتهم يقومون مقام النبوة في حفظ هذا الدين، كل في المجال الذي يسره الله له.

* وداخل هذه الدائرة يتفاوت الناس في الخير والشر والعدل والظلم والصبر والبغي والكف والعدوان، فأهل السنة - كغيرهم - بشر عاديون فيهم الخطأ والفسق والمعصية، ويختلط في جماعتهم الخير والشر، ولكن كل خير في غيرهم فهو فيهم أكثر، وكل شر فيهم فهو في غيرهم أكثر.

* وأهل السنة - لما كانوا هم أهل الهدى ودين الحق، ولما كان الله قد وعد بنصرة هذا الدين وإظهاره على الدين كله - كانوا هم أهل الطائفة المنصورة التي يظهرها الله على الحق حتى تقوم الساعة، فمنهم تخرج الطائفة الظاهرة بالقلم واللسان، ومنهم تخرج الطائفة الظاهرة باليد والقتال [1] .

* وأهل (السنة والجماعة) مهما وقع بينهم من خلاف - داخل هذه الدائرة العامة الشاملة التي (تجمعهم) أفرادا وجماعات - فهم ملتزمون (بالجماعة) محافظون عليها عاملون علي جمع الشمل والائتلاف، واستمرار الولاء العام لهذه (الجماعة) . وعصمة الدم والمال والعرض، وأخوة الدين لكل فرد في هذه (الجماعة) .

(1) يقول الشيخ أبو بطين: (وليس المراد الظهور بالسيف، بل بالحجة دائماً وبالسيف أحياناً) ا. هـ. الرسائل النجدية (8: 228) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام