* (رُؤْيَةُ اللَّهِ بِالْأَبْصَارِ هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ. وَهِيَ -أَيْضًا- لِلنَّاسِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ، كَمَا تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيثُ عَنْ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم ..
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَغَيْرُهَا فِي الصِّحَاحِ، وَقَدْ تَلَقَّاهَا السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ بِالْقَبُولِ، وَاتَّفَقَ عَلَيْهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
وَإِنَّمَا يُكَذِّبُ بِهَا أَوْ يُحَرِّفُهَا (الجهمية) وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ: الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِصِفَاتِ اللَّهِ -تَعَالَى- وَبِرُؤْيَتِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَهُمْ الْمُعَطِّلَةُ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ. وَدِينُ اللَّهِ وَسَطٌ بَيْنَ تَكْذِيبِ هَؤُلَاءِ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ رَسُولُهُ، صلى الله عليه وسلم، فِي الْآخِرَةِ، وَبَيْنَ تَصْدِيقِ الْغَالِيَةِ، بِأَنَّهُ يُرَى بِالْعُيُونِ فِي الدُّنْيَا، وَكِلَاهُمَا بَاطِلٌ ..
* وَمَذْهَبُ جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَأَهْلِ الْكُتُبِ أَنَّ اللَّهَ -سُبْحَانَهُ- خَالِقُ الْعَالَمِينَ، وَرَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْخَلْقُ جَمِيعُهُمْ عِبَادُهُ، وَهُمْ فُقَرَاءُ إلَيْهِ.
وَهُوَ -سُبْحَانَهُ- فَوْقَ سَمَوَاتِهِ، عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَمَعَ هَذَا فَهُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا) ج3 ص390 - 393.