وأهل السنة والجماعة تكلموا في تعيين الفرق المخالفة حيث صنفوا رؤوس هذه الفرق إلى أربع أو خمس مجموعات: الخوارج، والرافضة، والقدرية، والمرجئة ثم الجهمية.
* و (الْبِدْعَةُ) الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مَا اشْتَهَرَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ مُخَالَفَتُهَا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، كَبِدْعَةِ: الْخَوَارِجِ، وَالرَّوَافِضِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، وَالْمُرْجِئَةِ .. وَقَدْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هُمَا صِنْفَانِ فَاحْذَرْهُمَا: الجهمية وَالرَّافِضَةُ، فَهَذَانِ الصِّنْفَانِ شِرَارُ أَهْلِ الْبِدَعِ) ج35 ص414.
* (وَأَمَّا تَعْيِينُ الْفِرَقِ الْهَالِكَةِ فَأَقْدَمُ مَنْ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي تَضْلِيلِهِمْ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُمَا إمَامَانِ جَلِيلَانِ مِنْ أَجِلَّاءِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، قَالَا: أُصُولُ الْبِدَعِ أَرْبَعَةٌ: الرَّوَافِضُ، وَالْخَوَارِجُ، وَالْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ. فَقِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: والجهمية؟ فَأَجَابَ بِأَنَّ أُولَئِكَ لَيْسُوا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. وَكَانَ يَقُولُ: إنَّا لَنَحْكِي كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الجهمية. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ اتَّبَعَهُ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: إنَّ الجهمية كُفَّارٌ فَلَا يَدْخُلُونَ فِي الِاثْنَتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً، كَمَا لَا يَدْخُلُ فِيهِمْ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يُبْطِنُونَ الْكُفْرَ، وَيُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ، وَهُمْ الزَّنَادِقَةُ. وَقَالَ آخَرُونَ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ: بَلْ الجهمية دَاخِلُونَ فِي الِاثْنَتَيْنِ وَالسَّبْعِينَ فِرْقَةً، وَجَعَلُوا أُصُولَ الْبِدَعِ خَمْسَةً) ج3 ص350.
* (وَإِنَّ النَّاسَ فِي تَرْتِيبِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ عَلَى(أَقْسَامٍ) :
مِنْهُمْ مَنْ يُرَتِّبُهُمْ عَلَى زَمَانِ حُدُوثِهِمْ، فَيَبْدَأُ بِالْخَوَارِجِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَتِّبُهُمْ بِحَسَبِ خِفَّةِ أَمْرِهِمْ وَغِلَظِهِ، فَيَبْدَأُ بِالْمُرْجِئَةِ، وَيَخْتِمُ بالجهمية: كَمَا فَعَلَهُ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد - رضي الله عنه - كَعَبْدِ اللَّهِ ابْنِهِ وَنَحْوِهِ، وَكَالْخَلَّالِ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ، وَأَمْثَالِهِمَا: وَكَأَبِي الْفَرَجِ المقدسي، وَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ تَخْتِمُ بالجهمية: لِأَنَّهُمْ أَغْلَظُ الْبِدَعِ: وَكَالْبُخَارِيِّ فِي صَحِيحِهِ، فَإِنَّهُ بَدَأَ (بكِتَابِ الْإِيمَانِ وَالرَّدِّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ) وَخَتَمَهُ (بِكِتَابِ التَّوْحِيدِ وَالرَّدِّ عَلَى الزَّنَادِقَةِ والجهمية) ج13 ص49.