فأهل السنة هم أهل الشريعة التي سنها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في كافة جوانب الدين من عقائد ومناهج للنظر، وأفعال ومقاصد وعبادات وسياسات شرعية وغيرها.
* (فَالسُّنَّةُ كَالشَّرِيعَةِ: هِيَ مَا سَنَّهُ الرَّسُولُ وَمَا شَرَعَهُ، فَقَدْ يُرَادُ بِهِ مَا سَنَّهُ وَشَرَعَهُ مِنْ الْعَقَائِدِ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ مَا سَنَّهُ وَشَرَعَهُ مِنْ الْعَمَلِ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ كِلَاهُمَا فَلَفْظُ السُّنَّةِ يَقَعُ عَلَى مَعَانٍ كَلَفْظِ الشِّرْعَةِ. وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ فِي قَوْلِهِ:(شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) : سُنَّةً وَسَبِيلًا، فَفَسَّرُوا الشِّرْعَةَ بِالسُّنَّةِ، وَالْمِنْهَاجَ بِالسَّبِيلِ. وَاسْمُ (السُّنَّةِ) و (الشِّرْعَةِ) قَدْ يَكُونُ فِي الْعَقَائِدِ وَالْأَقْوَالِ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الْمَقَاصِدِ وَالْأَفْعَالِ. فَالْأُولَى فِي طَرِيقَةِ الْعِلْمِ وَالْكَلَامِ، وَالثَّانِيَةُ فِي طَرِيقَةِ الْحَالِ وَالسَّمَاعِ. وَقَدْ تَكُونُ طَرِيقَةِ الْعِبَادَاتِ الظَّاهِرَةِ وَالسِّيَاسَاتِ السُّلْطَانِيَّةِ) ج19 ص307.