فهرس الكتاب
الصفحة 192 من 222

(أ) (فالمرجئة) ذهبوا أولاً إلى أن الأعمال ليست من الإيمان، وكان عامة نزاعهم في الألفاظ، وليس في الأحكام، ثم تغلظت مقالاتهم حتى توقفوا في قيمة الأعمال ابتداء، وذهب بعضهم إلى عدم وجوب الفرائض ولا اجتناب المحارم و الاكتفاء بالإيمان!!

(ب) (والخوارج) أصل مذهبهم: تعظيم القرآن الكريم، و طلب اتباعه، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، وخرجوا عن السنة والجماعة، وجوزوا على النبي أن يكون ظالما، فلم ينقادوا لحكمه ولا لحكم الأئمة بعده، ولم يتبعوا السنة التي يظنون أنها تخالف القرآن كالرجم ونصاب السرقة وغير ذلك .. ويكفّرون من خالفهم - لأن من خالف القرآن عندهم يكفر ولو كان مخطئا أو مذنباً مع اعتقاده للوجوب والتحريم - ويستحلون منه - لارتداده عندهم، مالا يستحلون من الكافر الأصلي، وبدعتهم بتكفير المسلمين بالذنوب والخطايا هي أول بدعة ظهرت في الإسلام!!

ج) (والرافضة أو الشيعة) أصل قولهم: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، نص على (علي) - رضي الله عنه - نصاً قاطعاً للعذر، فذهب (المفضلة) منهم إلى تفضيله على أبي بكر و عمر -رضي الله عنهما- وذهب (السابة) منهم إلى سب أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وذهب (الغلاة) منهم إلى تأليه علّي -رضي الله عنه-.

* والرافضة يقولون بعصمة (عليّ) - رضي الله عنه - وأن من خالفه كفر، وأن الصحابة من المهاجرين والأنصار كتموا النص و كفروا بالإمام المعصوم، واتبعوا أهواءهم، وبدلوا الدين، و غيروا الشريعة، وظلموا واعتدوا. بل كفروا كلهم إلا نفرا قليلاً!!

* والأئمة عندهم معصومون، يعلمون كل شئ، وهم مصدر الحق والعلم لا القرآن ولا السنة. وهم من أكذب الطوائف، وأكثرهم حقداً على أهل السنة، ويسمونهم (الجمهور) . ويعتبرونهم أشد كفراً من اليهود و النصارى، لأنهم مرتدون عندهم، ولذلك يوالون الكفار والمشركين وأهل الكتاب ضد أهل السنة و الجماعة. فهم أبعد طوائف المبتدعة عن الكتاب والسنة، وأشدهم ضررا، وأكثرهم خطرا على الدين وأهله. ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق (كزندقة القرامطة الباطنية وأمثالهم) وغالب أئمتهم زنادقة يظهرون الرفض لأنه طريق إلى هدم الإسلام!!

د) (والقدرية أو المعتزلة) عجزت عقولهم عن الجمع بين الإيمان بالقدر، والإيمان بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، وظنوا أن ذلك ممتنع، فذهبوا إلى أن الله -سبحانه وتعالى- لم يرد إلا ما أمر به، ولم يخلق شيئاً من أفعال العباد، فنفوا قدرته، ومشيئته، أو قدرته ومشيئته وعلمه، وضاهوا المجوس في الإشراك بربوبيته، حيث جعلوا غيره خالقاً. وهم يسمون الجماعة و السواد الأعظم من أهل السنة (الحشوية) أي العامة.

* وأصولهم خمسة: (التوحيد) وهو عندهم يتضمن التعطيل ونفي الصفات، (والعدل) عندهم يتضمن التكذيب بالقدر والغلاة منهم ينفون علم الله القديم، و (المنزلة بين المنزلتين) فهي عندهم أن الفاسق لا يسمى مؤمناً بوجه من الوجوه، كما لا يسمى كافراً، فنزلوه منزلة بين منزلتين، و (إنفاذ الوعيد) عندهم معناه أن فساق الملة مخلدون في النار، ولا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك، كما تقوله الخوارج، و (الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر) ، يتضمن عندهم جواز الخروج على الأئمة و قتالهم بالسيف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام