فهرس الكتاب
الصفحة 105 من 222

والمفارقون للسنة يدفعهم الجهل والهوى إلي كثرة الآراء وتضاربها واختلافها من جهة وإلى التفرق والشقاق والمعاداة من جهة أخرى.

* (إِنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ، إلَّا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، لَا سِيَّمَا الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ الْأُمَّةِ الَّذِينَ لَمْ يُحَكِّمُوا مَعْرِفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالْفِقْهِ فِيهِمَا، وَيُمَيِّزُوا بَيْنَ صَحِيحِ الْأَحَادِيثِ وَسَقِيمِهَا، وَنَاتِجِ الْمَقَايِيسِ وَعَقِيمِهَا. مَعَ مَا يَنْضَمُّ إلَى ذَلِكَ مِنْ غَلَبَةِ الْأَهْوَاءِ، وَكَثْرَةِ الْآرَاءِ، وتغلظ الِاخْتِلَافِ، وَالِافْتِرَاقِ، وَحُصُولِ الْعَدَاوَةِ وَالشِّقَاقِ.

فَإِنَّ هَذِهِ الْأَسْبَابَ، وَنَحْوَهَا مِمَّا يُوجِبُ (قُوَّةَ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ) اللَّذَيْنِ نَعَتَ اللَّهُ بِهِمَا الْإِنْسَانَ فِي قَوْلِهِ: (وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) . فَإِذَا مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْإِنْسَانِ بِالْعِلْمِ وَالْعَدْلِ أَنْقَذَهُ مِنْ هَذَا الضَّلَالِ) ج3 ص378.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام