المفارقون للسنة يدفعهم إلى ذلك أمران رئيسيان: الأول هو الجهل بالحق فيحكمون بالظن بلا علم، والثاني الهوى، فيحكمون بالظلم لا بالعدل.
* (وَقَدْ يكون أَوَّلُهُمْ خَرَجَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى قِسْمَةَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ فَإِنَّك لَمْ تَعْدِلْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ خِبْت وَخَسِرْت إنْ لَمْ أَعْدِلْ". فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ:(دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ) فَقَالَ:"إنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضئضي هَذَا أَقْوَامٌ يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ"الْحَدِيثَ.
فَكَانَ مَبْدَأُ الْبِدَعِ هُوَ الطَّعْنَ فِي السُّنَّةِ بِالظَّنِّ وَالْهَوَى. كَمَا طَعَنَ إبْلِيسُ فِي أَمْرِ رَبِّهِ بِرَايِهِ وَهَوَاهُ) ج3 ص350.