ومن اتبعهم بإحسان، وسار على دربهم، والتزم بأصولهم ومنهجهم العلمي والعملي، فهم لا يأخذون دينهم علما وعملا إلا من كتاب ربهم، وسنة نبيهم في إطار من فقه صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا يقدمون على ذلك أو يعارضونه بعقل أو رأي أو قياس أو ذوق أو وجد أو مكاشفة أو غير ذلك.
فكل من التزم بالقرآن والسنة وإجماع صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان من أهل السنة والجماعة فهذه هي الأصول المعصومة عندهم، وما عدا ذلك فليس معصوما عندهم، بل كل يؤخذ من كلامه ويترك إلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فمقالات أئمتهم تابعة لسنة نبيهم وليست مقدمة عليها، وكل اجتهاد عندهم يعرض أولا على القرآن والسنة وفقه السلف الصالح - رضي الله عنهم - من الصحابة والتابعين وأئمة العلم والدين قبل أن يقبل أو يرد.
* وأهل السنة والجماعة هم أهل التجمع والائتلاف، وهم الامتداد الطبيعي والمسار الأصلي لهذا الدين، الملتزمون بالجمل الثابتة من الكتاب والسنة والإجماع. البعيدون عن مواطن الشبهات التي تفرق الجمع، وتشتت الشمل، لأن الجماعة عندهم هي مناط النجاة في الدنيا والآخرة.