التجسم والجهة، وتأثير الطبيعة وكون أفعال الله تعالى معللة لغرض وكون كلامه جل وعلا حرفا وصوتا ومرة يتكلم ومرة يسكت كسائر البشر، ونحو ذلك من اعتقادات أهل الباطل، وبعض اعتقاداتهم أجمع العلماء على كفر معتقدها، وبعضها اختلفوا فيه، وكثير من أهل البادية ينكر البعث، ولقد أخبرني بعض من أثق به أنه سمع ذلك صريحا منهم، قال: وبعضهم ممن يحفظ لفظ القرآن، ولقد حكى لي بعض أصحابنا مثل ذلك عمن لا يظن به ذلك ممن يتعاطى العلم بتلمسان وله أصل في رياسة العلم قال: وصرح لي بأن رأيه وعقيدته والعياذ بالله منه ومن عقيدته نفي المعاد البدني ّ كرأي الفلاسفة أبعدهم الله تعالى وأخلى منهم الأرض، قال: وجادلته في ذلك مرارا فطبع على قلبه ولم يقبل، وأظن أن المصيبة جاءت الرجل من مطالعته بعض كتب الفلاسفة قبل اتقان علم التوحيد على شيخ عارف، وهذا شأن المتشدقين الخائضين فيما لا يعنيهم قبل اتقان ما يعنيهم وزادوا على العامة بالجدال في الباطل والتكبر على الانصاف للحق، ومن ثم حرموا - سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق - اللهم أدخلنا في زمرة المفلحين في الدنيا والآخرة ولا تهلكنا مع الهالكين يا أرحم الراحمين، وبعض المقلدين ينطق بكلمتي الشهادة من غير أن يعرف معناها أولا أن يميز الرسول من المرسل، وفي مثله وقعت أجوبة علماء
فهو عطف مرادف بحسب المراد ويبعد أن يراد بهم الأولياء لأن شأنهم عدم التعليم للعقائد ... (قوله التجسم) أي إن الله جسم، فإن اعتقد أنه كالأجسام كان كافرا (قوله والجهة) أي العليا لأن الشأن اعتقادها لا السفلى ومعتقد السفلى كافرا اتفاقا، وفي العليا خلاف (قوله وتأثير الطبيعة) من يعتقد تأثيرها كافر (قوله من أهل البادية) وكذا القرى (قوله ممن يحفظ لفظ القرآن) أي ولا يعرف معناه (قوله مثل ذلك) أي إنكار البعث (قوله وله أصل) أي شهرة (قوله قال) أي بعض أصحابنا (قوله وصرح) أي ذلك الشخص الذي لا يطن ّ به ذلك وهو العقباني من تلمسان (قوله وعقيدته) أي معتقده عطف تفسير (قوله البدني) أي لا الروحي (قوله وأخلى الخ) تفسير لما قبله وليس المراد أبعدهم مع وجودهم (قوله وجادلته) أي نازعته. وقوله: في ذلك أي رأيه الفاسد فأتيت له بالأدلة وهو يأتيني بالشبه (قوله فطبع على قلبه) أي ختم عليه بحيث لا يصل إليه ما ذكرته له من الأدلة لمانع الحجاب (قوله أن المصيبة) أي العقيدة التي يعتقدها (قوله وهذا) أي ما ذكر من مطالعة كتب الفلاسفة الخ (قوله المتشدقين) أي الذين يمثلون شدقهم: أي فمهم بالكلام (قوله وزادوا) أي أنهم وافقوا العامّة في عدم حسن العقائد وزادوا الخ (قوله على الانصاف) أي على أهله (قوله ومن ثم) أي من أجل ذلك التكبر (قوله حرموا) أي من النظر في الآيات الدالة على وجوده تعالى وبقية صفاته (قوله سأصرف الخ) دليل لقوله: حرموا: أي الذين يتكبرون أصرفهم عن النظر في آياتي الدالة علي ّ فيموتون كفارا غير عارفين بي، والذين لا يتكبرون على أهل الانصاف وهم
العارفون بعلوم الأصول والفروع أوجههم إلى النظر في الآيات، فيعرفونني حق المعرفة، فيموتون على أحسن حالة (قوله أدخلنا) أي الجنة (قوله في زمرة) أي جماعة (قوله المفلحين) أي الفائزين في الدنيا بمعرفة الله وفي الآخرة بدخول الجنة والنظر لوجه الله عز وجل (قوله وبعض) مبتدأ خبره ينطق ويصح ّ نصبه عطفا على كثيرا من قوله: وشاهدنا كثيرا الخ (قوله من غير أن يعرف الخ) أي من غير أن يصدق