ثم عجائب الجنة وسكانها. ثم أهوال النيران وعظيم زبانيتها واختلاف أنواع العذاب لأهلها اطلعت على ما تتحيز فيه العقول وتدهش لسماعه الألباب - لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون - هذا وكل ما اطلع عليه جميع البشر من ذلك شيء يسير حدّا لا بال له في جنب ما غاب عنهم من ملك الله تعالى.
(ص) وحيا وإلا لم يكن بهذه الأوصاف التي سبق وجوبها
(ش) يعني ويجب أيضا لصانعك أن يكون حيا وإلا لزم ما ذكر، وبيان الملازمة أن تلك الأوصاف السابقة، وهي كونه قادرا وما بعده مشروطة عقلا يكون المتصف بها حيا، فلو قدّر عدمه لوجب عدمها لوجوب انتفاء المشروط عند انتفاء شرطه. لكن انتفاء تلك الأوصاف المشروطة محال لوجوبها على ما تقدّم، فنفي شرطها، وهو كونه تعالى حيا محال.
(ص) وسميعا بصيرا متكلما وإلا لاتصف لكونه حيا بأضدادها وأضدادها آفات ونقص، وهي عليه تعالى محل لاحتياجه حينئذ إلى من يكمله، كيف وهو الغني بإطلاق المفتقر إليه كل ما سواه على العموم.
(ش) أي ويجب لصانعك أن يكون سميعا بصيرا متكلما
لضمير السموات لكونهما في جهتها (قوله ثم عجائب الجنة) الأنسب بما قبله ثم في الجنة وسكانها (قوله لخلق السموات الخ) هذا ترق لما هو أعلى من الإنسان المحتوي على تلك الحكم والأسرار (قوله بهذا الأوصاف) متعلق بمحذوف تقديره متصفا خبر يكن (قوله مشروطة عقلا الخ) الشرطية ثابتة بين المعاني في الأصل وبين المعنوية تبعا لمعانيها (قوله فلو قدر عدمه) أي عدم الصانع: أي تقديرا وقوعيا، وهذا إشارة لشرطية القياس الاستثنائي الذي أشار له المصنف. وقوله: لكن الخ إشارة إلى الاستثنائية المحذوفة (قوله فنفي الخ) أي فثبت المطلوب وهو كونه حيا (قوله وسميعا بصيرا) قدم الأوّل على الثاني لتقدّمه في القرآن وأخر الكلام لطول الكلام عليه (قوله وإلا الخ) أي لو لم يكن متصفا بهذه الصفات الثلاثة لاتصف بأضدادها لكن التالي باطل (قوله لكونه حيا) بيان للملازمة التي في الشرطية، قدمه قبل تمامها للاهتمام به، وبسط هذا البيان أن تقول: الله تعالى حي والحي قابل للاتصاف بهذه الصفات والقابل للشيء لا يخلو عنه أو عن ضدّه، وحينئذ ثبتت الشرطية القائلة لو لم يتصف بهذه الصفات لاتصف بأضدادها (قوله وأضدادها الخ) الواو للتعليل وهذا دليل للاستثنائية المحذوفة من القياس الأوّل (قوله وهي الخ) أي الآفات والنقص، وهذا إشارة إلى كبرى قياس اقتراني من الشكل الأوّل، وقوله: وهي يفسر بجمع معرف وهو من صيغ العموم لأن كبرى الشكل الأوّل لا بد ّ من أن تكون كلية وصغرى هذا القياس هي قوله وأضدادها آفات ونقص (قوله لاحتياجه حينئذ) أي حين إذ لم تستحل واتصف بها وهذا الدليل للكبرى القائلة وهي عليه محال، وتقريره أن يقال: لو اتصف بالنقائص لاحتاج لمن يكمله لكن احتياجه باطل (قوله كيف الخ) أي كيف يحتاج لمن يكمله والاستفهام انكاري بمعنى النفي: أي لكنه لا يحتاج لمن يكمله لأنه هو الغني الخ (قوله المفتقر الخ)
13 -حواش