فهرس الكتاب
الصفحة 96 من 517

وأما موضوعه فماهيات الممكنات من حيث دلالتها على وجوب وجود موجدها وصفاته وأفعاله. وأما تفسير الألفاظ المحتاج إليها في هذا العلم فمنها لفظ العالم بفتح اللام ومعناه كل ما سوى الله تعالى ومنها لفظ الأزل ويعنون به نفي الأوّلية: أي ليس له أوّل ومنها قولهم مالا يزال ويعنون به ماله أوّل وهو ضدّ الأزل ومنها القديم ويعنون به الموجود الذي لا أوّل لوجوده ويسمونه أيضا أزليا

ابن عرفة وتعريف التلمساني، وإلا فيعترض على ابن عرفة بأن تعريفه ليس شاملا انحو القدرة والإرادة، فلولا قلنا التي تقتضيها الألوهية لما دخل ما ذكر (قوله وأما موضوعة الخ) موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية: أي الأمر الذي تحمل عوارضه الذاتية على جزئياته في ذلك الفنّ وذلك لأنك إذا أخذت جزئيا من جزئيات الموضوع، وحملت عليه شيئا من عوارض الموضوع حصلت مسألة من مسائل ذلك الفن (قوله فماهيات الممكنات) المضاف أعم ّ من المضاف إليه فالإضافة للبيان، والممكن ما كان جائز الوجود والعدم وإن لم يكن موجودا في الخارج بالفعل بخلاف الحادث فإنه ما وجد بعد عدم، فالأوّل أعم من الثاني ثم إن مراد الشارح بالممكنات هنا المحدثات: أي الموجودات بعد عدم أعم من الجواهر والأعراض لأن الممكن الذي لم يوجد لا يبحث عن عوارضه الذاتية في هذا الفن، وقيل موضوعه ذات الله وصفاته، وقيل الموجودات مطلقا، وقيل المعلومات فتشمل المستحيل لأنه يبحث في هذا الفنّ عما يعرض للمعلومات من وجوب واستحالة وجواز (قوله من حيث دلالتها الخ) أي لا من حيث كونها جواهر وأعراضا، وإنما دلت على ذلك لافتقارها إليه من جهة حدوثها أو إمكانها أو من جهتهما معا (قوله على وجوب وجود موجدها) أي على أن وجوده واجب لا يقبل الانتفاء (قوله وصفاته) عطف على وجوب: أي ومن حيث دلالتها على صفاته وجودية كانت وهي المعاني أولها ثبوت في نفسها وهي المعنوية أو سلبية (قوله وأفعاله) عطف على وجوب: أي ومن حيث دلالتها على أفعاله (قوله وأما تفسير الألفاظ) أي التي جعلنا المقدّمة بسبب اشتمالها عليها مقدّمة كتاب (قوله لفظ العالم) الإضافة للبيان وكذا يقال فيما بعده (قوله بفتح اللام) من العلامة بمعنى الدلالة لأنه دال على صانعه (قوله كل ما سوى الله) أي وصفاته من كل نوع وجنس وصنف، فالعالم من قبيل المشترك ثم إن مشينا على القول بنفي الأحوال فيزاد من الموجودات لإخراجها، وأما على القول بها فتخرج من العالم بزيادة قولنا من الثابتات بدل قولنا من الموجودات (قوله نفي الأوّلية) أي انتفاءها، فالمراد المعنى الحاصل بالمصدر (قوله أي ليس له أوّل) هذا تفسير للأزلي لا للأزل إذ هو عدم الأوّلية، فالأولى أن يقول والأزلي ما ليس الخ ثم إن الأزلي يتصف به الموجود كالباري وصفاته والمعدوم إذ من أفراد الأزلي عدمنا الأزلي وهو لم ينقطع، وإنما المنقطع عدمنا فيما لا يزال بوجودنا خلافا لمن قال أن عدمنا في الأزل قطع بوجودنا فإنه غير صحيح (قوله مالا يزال) هو ضدّ الأزل فهو ثبوت الأوّلية، وقوله: ويعنون به الخ فيه أن هذا تفسير للموصوف بما لا يزال: أعني الحوادث لا أنه تفسير لما لا يزال، فالأولى أن يقول ويعنون به ثبوت الأوّلية (قوله ويعنون به الموجود الخ) على القول بثبوت الأحوال يراد بالموجود الثابت ويراد بقوله لا أوّل لوجوده: أي ثبوته (قوله ويسمونه أيضا أزليا) أي ويسمون الموجود الذي لا أوّل لوجوده أزليا كما يسمونه القديم، وفيه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام