فهرس الكتاب
الصفحة 97 من 517

ومنها لفظ الدائم ويعنون به الموجود الذي لا ينقضي وجوده: أي لا يلحقه عدم، ويسمونه أيضا الأبدي ّ ومنها لفظ الحادث ويعنون به ما وجد بعد أن كان معدوما، ومنها لفظ الجوهر ويعنون به ما كان جرمه يشغل فراغا بحيث يمتنع أن يحل غيره حيث حل وهو معنى المتحيز، وذلك كالإنسان والحجر لا كالعلم واللون، فإن كان الجوهر دقيقا بحيث انتهى في الدقة إلى أنه لا يقبل الانقسام بوجه فهو المسمى بالجوهر الفرد، وإن كان يقبل الانقسام فهو المسمى بالجسم ويسمى كل واحد من أجزائه جسما، وإنما يمتنعون من تسمية الدقيق جسما حال انفراده أما إذا انضم إلى غيره سموا كل واحد منهما جسما لأن حقيقة الجسم المؤلف وكل من الجوهرين عند الاجتماع يصدق عليه أنه مؤلف، ومنها لفظ العرض ويعنون به ما كانت ذاته لا تشتغل فراغا ولا له قيام بنفسه، وإنما يكون وجوده تابعا لوجود الجوهر كالعلم الذي يقوم بالجوهر وكالحركة والسكون، فإنها لا تشتغل فراغا، بل الفراغ الذي يشغله الجوهر قبل اتصافه بها هو الفراغ الذي يشغله مع اتصافه بها من غير زيادة، ومنها الأكوان ويعنون بها أعراضا مخصوصة وهي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق، ومنها لفظ الواجب

أن هذا يفيد أن القديم والأزلي مترادفان مع أن الذي يفسر القديم بالموجود الذي لا أوّل لوجوده يجعل الأزلي أعم لانفراده في أعدامنا قبل وجودنا فإنها أزلية لا قديمة لأنها ليست موجودة، وأما قدرة المولى مثلا فهي قديمة وأزلية، وأما من يقول بترادفهما فيفسر الأزلي بالموجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي (قوله ويعنون به الموجود الذي لا ينقضي وجوده) هذا على القول بنفي الأحوال. وأما على القول بها فيفسر بأنه الثابت الذي لا انقضاء لثبوته (قوله ويعنون به ما وجد الخ) ويطلق مجازا على المتجدد بعد عدم كالأبوة التي توصف بها إذا ولد لك ولد (قوله ما كان جرمه الخ) أي شيئا كان جرمه: أي ذاته الخ، وفيه أن الجوهر جرم ولا جرم له إلا أن تجعل الإضافة للضمير بيانية، والأولى أن يقول ويعنون به الجرم الذي يشغل فراغا (قوله فراغا) أي خلوّا (قوله بحيث الخ) حيثية توضيح لا تقييد ... (قوله بمعنى المتحيز) أي بذاته لا بالتبع وإلا فهو العرض وهو لا يشغل فراغا (قوله كالإنسان والحجر) أي أفرادها لأنها المتصفة بالجرمية كل وكذا قوله لا كالعلم واللون (قوله بوجه) أي لا طولا ولا عرضا ولا عمقا (قوله كان يقبل الانقسام) أي طولا فقط أو طولا وعرضا فقط أو طولا وعرضا وعمقا (قوله هو المسمى) أي عند أهل السنة (قوله ويسمى الخ) أي كما تسمى الهيئة الاجتماعية بالجسم كذلك كل جوهر باعتبار ضمه يقال له جسم وقيل الجسم هو الهيئة الاجتماعية من الجواهر وأما كل جوهر ولو باعتبار انضمامه إلى غيره فلا يقال له جسم (قوله ما كانت ذاته الخ) الأولى أن يقول مالا يشغل فراغا لأن العرض ليس ذاتا بل معنى (قوله ولا له قيام الخ) أخرج الذات العلية لأنها قائمة بنفسها (قوله وإنما يكون الخ)

من تتمة التعريف مخرج لصفات الباري فلا تسمى عرضا لاختصاصه بالصفات الوجودية الحادثة (قوله قبل اتصافه بها) أي عند اعتباره مجردا عنها، وقوله: مع اتصافه بها: أي عند اعتبار اتصافه بها (قوله ومنها الأكوان الخ) الكون في الاصطلاح هو حصول الجرم في الحيز المخصوص، فاذا حصل في الحيز المخصوص فأما أن يكون حصوله فيه من غير سبقية حصول آخر في ذلك المخصوص فهو الحركة وعكسه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام