فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 517

على رأي، وكوقوع بعض الممكنات من الحشر والرؤية ونحوهما، ووصفتها بالسطوع إشارة إلى اشتراط القطع فيها أيضا، ولو كان بدل هذا الكلام أن يقال من البراهين العقلية والأدلة القواطع السمعية لكان أبين وأحسن. قوله: إلا أن يكون حصل له العلم تقييد لما أطلق في الارشاد وغيره. قوله: فليشتغل بعده: أي بعد البلوغ.

ولا يرضى البالغ لعقائده حرفة التقليد

بيان ما ينشأ عن الحكم الحادث خمسة أمور مع بيانه

(ص) ولا يرضى لعقائده حرفة التقليد فإنها في الآخرة غير مخلصة عند كثير من المحققين.

(ش) اعلم أن الحكم الحادث ينشأ عن أمور خمسة: علم، واعتقاد وظن ّ، وشك، ووهم لأن الحاكم بأمر على أمر

النقائص كثبوت السمع والبصر والكلام لكان أظهر وأنسب بقوله: بعد وثبوت الوحدانية (قوله على رأي) أي قول من يقول إنها ثبتت له بالدليل النقلي، والمعتمد أن ثبوتها بالدليل العقلي (قوله من الحشر) أي من وقوعه. أما جواز وقوعه: فدليل العقل، وكذا يقال في النشر، وهذا بيان لبعض الممكنات (قوله إشارة الخ) فيه إيماء إلى أنّ دلالة الوصف المذكور على القطع بطريق الاستلزام، لأن السطوع معناه الارتفاع ويلزمه الظهور، وظهور الدليل مرجعه لكونه قاطعا (قوله أن يقال) أي متعلق أن يقال (قوله من البراهين العقلية) أي بدل القطعية المحوج للمجاز، وفيه أن البراهين لا تكون إلا عقلية فلا حاجة لذكر قوله العقلية، فقد فرّ من شيء ووقع في شيء آخر (قوله والقواطع السمعية) فيه أن القواطع: جمع قاطعة بمعنى مقطوع بها، فالتجوّز الذي فر ّ منه في قوله البراهين القطعية قد وقع فيه في قوله والقواطع، لأنها بمعنى المقطوع بها (قوله أبين) لأن ما في المتن ليس فيه تصريح بالقطع في الدليل النقلي، وإنما فيه إشارة لذلك من قوله: ساطعة، وقوله: وأحسن، لأن في عطف العام على الخاص شبه تكرار، وما سلم من ذلك أحسن، وهذان الوجهان للأبينية والأحسنية بالنظر للطرف الثاني، وهو القواطع السمعية. وأما وجههما بالنظر للطرف الأوّل، وهو البراهين العقلية، فهو المقابلة لأن العقلية تقابل السمعية (قوله تقييد لما أطلق) لا يعترض على من أطلق للعلم بأن الحاصل لا يطلب تحصيله وإنما يطلب هنا الثبات عليه (قوله ولا يرضى) فاعله ضميره يعود على البالغ، وهو عطف على أن يعمل فكره: أي ويجب عليه أن لا يرضى الخ: أي وجوب أصول الدين فلا يكتفي بالتقليد، ويحتمل أنه مستأنف خبر لفظا انشاء معنى: أي إنه ينهى عن ذلك (قوله لعقائده) جمع عقيدة بمعنى معتقدة واللام بمعنى في (قوله حرفة التقليد) الإضافة للبيان أطلق على التقليد حرفة لخسة مرتبة صاحبه، لأن الخسة شأن الحرفة: أي الصنعة غالبا (قوله فإنها الخ) علة لقوله ولا يرضى الخ (قوله في الآخرة) أي لا في الدنيا (قوله أن الحكم الحادث) المراد به هنا النسبة، وهي ربط المحمول بالموضوع إيجابا أو سلبا، وخرج بالحادث القديم، وهو خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين، فليس ناشئا عن واحد

من هذه الخمسة، بل ليس ناشئا أصلا (قوله ينشأ عن أمور) الأولى يتعلق به أمور لأن النسبة يتعلق بها تلك الأمور (قوله وشك ووهم) قضية كلامه أن الشاك والمتوهم كل ّ منهما حاكم بناء على أن الشك اعتقادان تقاوم سببهما فيكون حاكما بهذا وهذا، لا على أنه التردد في الوقوع وعدمه إذ لا حكم حينئذ، وبناء على أن العقل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام