وهو السوادية والبياضية، وإنما الواجب أن يقال: الاشتراك في الأخص الذاتي ملزوم للاشتراك في الأعم الذاتي، فيلزم من وجود الاشتراك في الأخص وجود الاشتراك في الأعم لاستحالة وجود الملزوم بدون لازمه كالاشتراك في الناطقية التي هي للإنسان أخص فإنه يلزم منه الاشتراك في الأعم الذي هو الحيوانية، ولا يلزم من وجود الاشتراك في الأعم الذاتي: كالحيوانية للإنسان مثلا وجود الاشتراك في الأخص كالناطقية له، إذ لا يلزم من وجود اللازم وجود الملزوم. والحاصل أن الذي ننكره عليهم جعلهم الاشتراك في الأخص علة للاشتراك في الأعم أمّا كونه ملزوما له فمما لا شك فيه
(ص) فصل: ثم نقول يتعين أن تكون هذه الصفات كلها قديمة، إذ لو كان منها شيء حادثا للزم أن لا يعرى عنه أو عن الاتصاف بضدّه الحادث، ودليل حدوثه طريان عدمه لما علمت من استحالة عدم القديم ومالا يتحقق ذاته بدون حادث يلزم حدوثه ضرورة، وقد تقدم مثل ذلك في الاستدلال على حدوث العالم.
(ش) لما فرغ من إقامة البرهان على ثبوت الصفات شرع في اثبات أحكام واجبة لها، فمن ذلك القدم، ودليل وجوبه لكل ما يتصف به تعالى أنه لو كان شيء من صفاته جل وعلا حادثا للزم حدوثه والتالي باطل لما عرفت من وجوب قدمه تعالى فالمقدم مثله
(قوله والبياضية) الواو بمعنى أو (قوله إذ لا يلزم الخ) أي لأن اللازم قد يكون أعم من الملزوم كما يكون مساويا له (قوله أما كونه ملزوما الخ) لقائل أن يقول ما ذكره المعتزلة من التعليل لا يريدون به أن العلة تفيد المعلول الثبوت إذ لا يعرف من مذهبهم الايجاب الذاتي لشيء فلا يبقي بعد هذا إلا التلازم العقلي، وحينئذ فهذا الاعتراض الذي ذكره المصنف لا يتوجه عليهم.
فصل
(قوله ثم نقول) أي معشر المتكلمين (قوله هذه الصفات) أي صفاته تعالى معاني وغيرها ... (قوله قديمة) أي أزلية لا أوّل لها وجودية كانت أولا (قوله إذ لو كان الخ) فيه حذف والأصل إذ لو كان شيء منها حادثا لزم حدوثه تعالى لكن التالي باطل إذ لو كان شيء منها حادثا لزم أن لا يعرى الخ فما في المصنف بيان للملازمة التي حكمت بها الشرطية المطوية مع استثنائيتها (قوله أن لا يعرى) أي الموصوف وهو الله (قوله عنه) أي عن ذلك الشيء الحادث: أي عن الاتصاف به (قوله الحادث) صفة للضد ّ (قوله ومالا يتحقق الخ) عطف على محذوف. والأصل للزم أن لا يعرى عنه أو عن الاتصاف بضدّه الحادث، فيلزم أن لا تتحق ذاته بدون حادث ومالا يتحقق الخ (قوله مثل ذلك) اسم الاشارة راجع لمضمون قوله ومالا يتحقق الخ (قوله على حدوث العالم) أي الأجرام فإنه قد استدل على حدوثها بحدوث الأعراض لملازمتها لها وعدم تحققها بدونها وما لا يتحقق بدون الحادث فهو حادث (قوله البرهان) أل للجنس، وفي بعض النسخ البراهين وهي ظاهرة (قوله في اثبات) أي في الكلام على اثبات (قوله أحكام) جمع حكم بمعنى محكوم به كالقدم والبقاء (قوله واجبة لها) أي لا تقبل الانتفاء (قوله فمن ذلك الخ) أي وإن أردت معرفة تلك الأحكام فمن ذلك الخ (قوله ودليل وجوبه الخ)