فهرس الكتاب
الصفحة 496 من 517

وقد بين ذلك في كتب الأصول، هذا ما يتعلق بالحشر والنشر على اختصار. وأما الصراط فهو جسر ممدود على متن جهنم يرده الأوّلون والآخرون، وورد أنه أدق من الشعرة وتكون سرعة الناس عليه على قدر أعمالهم، ومن أمسك السموات والأرض أن تزولا قادر أن يسير العباد معتمدين على شيء وعلى غير شيء، فلا معنى لتلجلج الشك في ثبوته أو التعرض لتأويله على خلاف الظاهر كما سلكته المعتزلة. وأما الميزان فهو حق ورد به القرآن والسنة وهو بعمود وكفتين عند أهل السنة والموزون فيه صحف الأعمال أو مثالات يخلقها الله تعالى ويزنها الله جل وعلا على قدر أجور الأعمال وما يتعلق بها من ثوابها وعقابها، وأنكر معظم المعتزلة ذلك، وأوّلوا الوزن على اعتبار الحسنات، وقالوا وزن كل شيء بما يليق به. وقال ابن المعتمر منهم يجوز ولا نقطع به سمعا، ولا يخفى بطلان القولين، وقال الجبائي: يخلق الله تعالى جواهر على أعداد

الدنيا (قوله وقد بين ذلك في كتب الأصول) هذا من كلام ابن العربي وهنا انتهى كلامه، وأما قوله هذا ما يتعلق الخ فهو من كلام المصنف (قوله فهو) أي شرعا وأما لغة فهو الطريق ... (قوله ومن أمسك الخ) تمهيد لقوله: فلا معنى الخ ودفع لما يستبعد من مشى على أرق من شعرة لأن ذلك ممكن ولا أثر لقدرة العبد فيه، وإنما الفاعل له هو الله تعالى ولا يتعاصى على قدرته ممكن (قوله لتلجلج الشك) الإضافة بيانية والتلجلج التحرك (قوله كما سلكته المعتزلة) راجع لقوله والتعرض لتأويله فأولوا الصراط بطريق الجنة وبالأدلة الواضحة وبالعبادات كالصلاة والزكاة (قوله ورد به القرآن والسنة) قال تعالى - ونضع الموازين القسط ليوم القيامة - وقال تعالى - فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون - وكان عليه أن يقول في وصف الصراط مثل ذلك لأنه ورد به أيضا الكتاب والسنة (قوله وكفتين) بكسر الكاف وفتحها إحداهما منيرة والأخرى مظلمة (قوله والموزون فيه صحف الأعمال) أي فتوضع جميع الأعمال الحسنة في كفة وجميع صحف السيآت في كفة ويخلق الله لكل انسان علما يدرك به رجحان حسناته أو سيآته كذا قيل، وعلى هذا فليس هناك صنج يوزن بها وقيل بصنج وهي مثاقيل الذر مبالغة في تحقيق العدل (قوله أو مثالات الخ) أي للأعمال: أي ان الأعمال التي هي أعراض تجسم وتوزن (قوله على قدر الخ) على تعليلية (قوله وما يتعلق بها) فيه أنه عين الأوّل وكان الأولى أن يزيد في الأوّل على قدر أجور الأعمال وعقابها، وقوله: وما يتعلق الخ تفسير لما قبله (قوله وأنكر معظم المعتزلة ذلك) أي الميزان والوزن الحسيين (قوله وأوّلوا الوزن الخ) أي وأوّل بعضهم الوزن باعتبار الحسنات: أي واعتبار السيآت، والمراد باعتبارهما تعداد أفرادهما وعدم تضييع شيء منها (قوله وقالوا الخ) أي وقال بعضهم تأويلا ثانيا المراد بالوزن الادراك، فميزان الألوان البصر والأصوات السمع والطعام الذوق وكذا سائر الحواس وميزان المعقولات التي من جملتها الأفعال العلم والعقل (قوله يجوز) أي عقلا أن يكون المراد بالوزن والميزان الواردين معناهما الحقيقي المتعارف (قوله ولا نقطع به سمعا) لاحتمال أن يكون المراد بالوزن اعتبار الحسنات والسيآت وعدم تضييع شيء منهما (قوله ولا يخفى بطلان القولين)

32 -حواش

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام