فهرس الكتاب
الصفحة 150 من 517

وقيام المعنى بالمعنى، وهذه الأقوال الثلاثة مقررة أيضا في صفة البقاء. قيل هو نفسي: أي عبارة عن الوجود المستمر فيما لا يزال، وقيل صفة معنى: أي موجود زائد على وجود الذات كالعلم ونحوه، وقيل صفة سلب: أي عبارة عن نفي العدم اللاحق بعد الوجود وهو التحقيق أيضا، والاعتراض على الأوّلين هنا كالاعتراض عليهما في صفة القدم سواء بسواء.

{فائدة} حقيقة الدور توقف الشيء على ما يتوقف عليه أما بمرتبة أو بمراتب، وحقيقة التسلسل هو ترتب أمور غير متناهية ووجه استحالهما قد تقدّم.

(ص) فصل: ثم تقول ويجب أن يكون باقيا: أي لا يلحق وجوده عدم وإلا لكانت ذاته تقبلهما، فيحتاج في ترجيح وجوده إلى مخصص، فيكون حادثا كيف وقد مر ّ بالبرهان آنفا على وجوب قدمه، ومن هنا

بالقدم ننقل الكلام إلى ذلك القدم الثاني فنقول: يجب اتصافه بالكون قديما، وإلا لزم اتصاف الذات بالحوادث، ويلزم من اتصافه بالكون قديما اتصافه بالقدم لما مر وهكذا، فيأتي التسلسل وهو باطل، وما أدى إلى الباطل، وهو كون القدم صفة معنوية باطل أيضا (قوله وقيام المعنى بالمعنى) أي القدم بالقدم: أي وهو باطل فما أدى له كذلك (قوله أيضا) أي كما أنها مقررة في القدم، وبقي قول رابع فيهما من أنهما أمر اعتباري (قوله عن الوجود المستمر) يعني استمرار الوجود (قوله عبارة) أي معبر به (قوله عبارة عن نفي العدم الخ) فيه أن نفي النفي اثبات، فيرجع لاستمرار الوجود فيما لايزال، فهو عين القول بأنه صفة نفسية، فالأولى أن يقول عبارة عن عدم الآخرية للوجود (قوله اللاحق) أي الحاصل بعد الوجود: أي وبعد الثبوت أيضا ليشمل بقاء المعنوية (قوله حقيقة الدور) أي معناه الذي وضع بازائه (قوله توقف الشيء على ما) أي شيء آخر يتوقف: أي هذا الشيء الآخر عليه: أي ذلك الشيء (قوله إما بمرتبة) أي إذا كان التوقف بين أمرين كما إذا خلق زيد عمرا وخلق عمرو زيدا، فكل منهما متوقف على الآخر (قوله أو بمراتب) المراد بالجمع ما زاد على الواحد، فيشمل المرتبتين نحو زيد أوجد عمرا وعمرو أوجد بكرا وبكر أوجد زيدا، والأكثر نحو زيد أوجد عمرا وعمرو أوجد بكرا وبكر أوجد خالدا وخالد أوجد زيدا.

فصل

أي في صفة البقاء (قوله ثم تقول الخ) ثم للترتيب الذكرى (قوله أي لا يلحق الخ) ويطلق البقاء على طول الزمان في المستقبل وهذا محال في حقه تعالى (قوله وإلا) أي وإلا يجب له البقاء (قوله لكانت ذاته تقبلهما) أي الوجود والعدم: أي لكن هذا التالي باطل(قوله فيحتاج

الخ)هذا تال لشرطية حذف مقدّمها مع الاستثنائية، والأصل إذ لو كانت الذات تقبلهما لاحتاجت إلى مخصص لكن التالي باطل (قوله فيكون حادثا) فيه حذف لمقدّم الشرطية مع الاستثنائية. والأصل إذ لو احتاج إلى مخصص لكان حادثا لكن التالي باطل، وقد استدل على بطلانه بقوله: كيف وقد الخ فهو دليل الاستثنائية المحذوفة (قوله ومن هنا) أي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام