فهرس الكتاب
الصفحة 490 من 517

والفخار أمّتان ضعيفتان تملكهما امرأتان باليمن والشام، والحجز النازل من السماء دين نبي ّ وملك أبدي ّ يكون في آخر الزمان يغلب الأمم كلها، ثم يعظم حتى يملأ الأرض كلها كما ملأها ذلك الحجر، فانظر هل كان نبي غير نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم بعث إلى جميع الأمم، وجعل جميع أجناسها على اختلاف أديانها، واختلاف لغاتها جنسا واحدا وعلى لغة واحدة إذ كلهم يقرءون القرآن بلغة العرب ويدينون بدين واحد. وبالجملة فنصوص الكتب الماضية في اثبات رسالة نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وبشارات الأنبياء والأحبا، والأخبار به لا تكاد تنحصر، ويكفي هذا الذي أشرنا إليه منها في هذا المختصر لئلا تخرج فيه عن الغرض (قوله: إلا أناسا قليلين) تسموا قريبا من مولده باسمه عددهم سبعة: محمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن أحيحة بن الجلاح بضم الهمزة وحاءين مهملتين مفتوحتين بينهما ياء ساكنة، والجلاح بضم الجيم ولام مخففة وآخره حاء مهملة، ومحمد بن حمزان الجعفي، ومحمد بن براء البكري بتخفيف الراء، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن خزاعة السلمي، ومحمد بن اليحمدي بفتح الياء وضم الميم وفتحها.

(ص) وإذا وفقت لعلم هذا كله حصل لك العلم ضرورة بصدق رسالة نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، فوجب الإيمان به في كل ما جاء به عن الله سبحانه جملة وتفصيلا كالحشر والنشر لعين هذا البدن لا لمثله اجماعا، وفي كونه عن تفريق أو عدم محض تردد ّ باعتبار ما دل عليه الشرع أما الجواز العقلي فيهما فاتفاق، وفي اعادة الأعراض بأعيانها طريقتان: الأولى تعاد بأعيانها باتفاق. والثانية قولان والصحيح

الذي رأيته (قوله باليمن والشام) أي إحداهما باليمن والأخرى بالشام (قوله وملك) بضم فسكون عطف على دين (قوله على اختلاف أديانها) على بمعنى مع (قوله الماضية) بالجر نعت للكتب أو بالرفع نعت لنصوص (قوله لئلا نخرج الخ) أي ولا نزيد عليه لئلا يخرج هذا المختصر عن غرضنا ومقصودنا فيه من الايجاز (قوله لعلم هذا كله) أي للعلم بهذه الخوارق كلها الدالة على رسالته التي تضمنها المبحث من قوله أوّل الفصل ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم إلى هنا (قوله حصل لك الخ) في الكلام حذف: أي وإذا وفقت لهذا كله وحصل لك العلم به حصل لك العلم الخ (قوله ضرورة) أي وجوبا: أي قطعا كان العلم بديهيا أو نظريا (قوله فوجب الخ) أي فترتب على حصول العلم الضروري بصدق رسالته وجوب الإيمان به (قوله جملة) بأن يصدق بأنه رسول الله، وقوله: وتفصيلا: أي بأن يصدق بكل فرد جاء به على حدته (قوله والنشر) مستغنى عنه بناء على ما فسر به في الشارح الحشر ولكنه ورد في الشرع كالحشر (قوله إجماعا) أي باجماع من يعتد بإجماعه ولبعض أهل الزيغ إعادة المثل (قوله محض) راجع للأمرين أما رجوعه للثاني فظاهر، وأما رجوعه للأوّل فالمراد بكون التفريق محضا أن يصير الجسم جواهر فردة (قوله باعتبار ما دل عليه الشرع) فقوله تعالى - كل شيء هالك إلا وجهه - محتمل لأن المراد بهلاكه تفريق أجزائه أو عدمه عدما محضا، لكن تعبير الشارح بالدلالة يقتضي أن القرآن صريح في الأمرين مع أن دلالته على العدم ظاهرة، وأما دلالته على التفريق فهي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام