فهرس الكتاب
الصفحة 489 من 517

أو ثنيها بنبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وأمّته لا بعيسى عليه السلام ولا بغيره، فما زالت ملوك بابل يعبدون الأصنام من لدن ابراهيم إلى زمان نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وأمّته، وفي صحف حزقيال النبي ّ يقوط عن الله عز وجل بعد ما ذكر معاصي بني اسرائيل وشبههم بكرمة وقال «لم تلبث تلك الكرمة أن قلعت بالسخطة ورمى بها على الأرض وأحرقت السمائم ثمارها، فعند ذلك غرس في البدو وفي الأرض المهملة العطشى، وخرجت من أغصانها الفاضلة نار أكلت تلك الكرمة حتى لم يوجد فيها غصن قوي ّ ولا قضيب» فاعتبر هذا التصريح به وبصفة بلده كلها، وقوله الأرض المهملة البدو العطشى، وتلك صفات مكة لأنها صحراء، ولأنها كانت مهملة من النبوّة من عهد اسماعيل عليه السلام، وفي صحف دانيال النبي عليه السلام، وقد نعت الكذابين وقال لا تمتد ّ دعوتهم ولا يتم قربانهم، وأقسم الرب بساعده لا يظهر الباطل ولا يقوم لمدّع كذاب دعوة أكثر من ثلاثين سنة. فاعتبر من هذا الكلام عدم طول دعوة الكذابين، وهذه دعوة نبينا ومولانا محمد صل الله عليه وسلم قائمة ظاهرة قريبا من تسعمائة سنة وهي باقية إلى يوم القيامة وقال أيضا دانيال النبي ّ وعليه أفضل الصلاة والسلام، وقد سأله الملك بختنصر عن منامة رآها وطلب منه أن يخبره بها ثم بتفسيرها فقال «أيها الملك رأيت صنما بارعا في الجمال أعلاه من ذهب ووسطه من فضة وأسفله من نحاس وساقاه من حديد ورجلاه من فخار، فبينما أنت تنظر إليه قد أعجبك إذ نزل حجر من السماء، فضرب رأس الصنم فطحنه حتى اختلط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده وفخاره، ثم إن الحجر ربا وعظم حتى ملأ الأرض كلها، فقال له بختنصر صدقت فأخبرني بتأويلها، فقال دانيال عليه السلام: أما الصنم فأمم مختلفة في أوّل الزمان وفي وسطه وآخره، فالرأس من الذهب أنت أيها الملك، والفضة ابنك من بعدك، والنحاس الروم، والحديد الفرس

(قوله بنبينا) أي بسببه لا بسبب عيسى قوله لم تلبث) أي تمكث، وقوله: أن قلعت تصوير لعدم اللبث (قوله بالسخطة) أي بسخطة وغضب من الله (قوله السمائم) جمع سموم: الريح الحارة تكون نهارا غالبا (قوله فعند ذلك الخ) اشارة لظهور شريعته صلى الله عليه وسلم (قوله العطشى) أي من النبوّة (قوله نار) هذا إشارة لصناديد الصحابة وشدّتهم في الحرب، وقوله: من أغصانها: أي الأشجار المغروسة المفهومة من الغرس (قوله تلك الكرمة) أي المشبه بها بنو اسرائيل (قوله فاعتبر الخ) من كلام المصنف (قوله وقوله الأرض الخ) عطف على قوله هذا التصريح (قوله وقد نعت الخ) حال (قوله لا تمتد دعوتهم) أي بل ينفضحوا ويظهر كذبهم بالقرب (قوله قربانهم) أي ما يتقربون به (قوله بساعده) أي قوّته وقدرته (قوله أكثر) تنازعه قوله لا يظهر ولا تقوم الخ (قوله فاعتبر الخ) من كلام المصنف، وقوله: من هذا الكلام: أي المنقول عن صحف دانيال (قوله بختنصر) معناه ابن نصر وهو اسم صنم علم مركب تركيبا إضافيا سمى به لأنه وجد لقيطا عند ذلك الصنم ولم يعرف له أب وهو الذي سبى نبي اسرائيل وخرب بيت المقدس (قوله وطلب منه أن يخبره بها) لأن ما رآه أفزعه، وقد نسيه بعد ما أخبر به دانيال (قوله وعظم) تفسير لقوله ربا (قوله صدقت) أي هذا هو

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام