ولا يخصم حتى يثبت في الأرض حجتي وينقطع به العذر، وإلى توراته ينقاد الخلق» فانظر إلى هذا التصريح بنبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم من غير ما وجه، فمن ذلك قوله يوصى الأمم، وفي الانجيل أن المسيح قال «إني لم أبعث إلى جميع الأجناس، وإنما بعثت إلى الغنم الرابضة من نسل بني اسرائيل» فلا يجوز أن يكون إلى الأمم جميعا غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي صحف حبقوق النبي «جاء الله من التين، وتقدس من جبال فاران، وامتلأت الأرض من تحميد أحمد وتقديسه، وملك الأرض بهيبته إلى أن قال في آخره: وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء» وفي صحف أشعياء «لتفرح أرض البادية العطشى ولتبتهج البراري والفلوات لأنها ستعطى بأحمد محاسن لبنان، وكمثل حسن الدساكر والرياض» وفي صحف أشعياء أيضا «أتت أيام الافتقاد وأتت أيام الكمال، ثم قال لتعلموا يا بني اسرائيل الجاهلين أن تسمونه ضالا، وهو صاحب النبوة تفترون ذلك على كثرة ذنوبكم وعظم فجوركم» وفي صحف أشعياء أيضا يقوط «قيل لي قم فانظر فما ترى تخبر به. قلت أرى راكبين مقبلين أحدهما على حمار والآخر على جمل يقول أحدهما لصاحبه سقطت بابل وأصنامها النخرة، فصاحب الجمل هو محمد صلى الله عليه وسلم كما أن صاحب الحمار هو عيسى عليه السلام مشهورين بذلك، وإنما سقطت عبادة الأصنام ببابل من دون الله وهدّت

(قوله ولا يخصم) أي لا يغلب بالحجة بل هو الغالب بها (قوله حجتي) أي شريعتي (قوله وإلى توراته) أي فرقانه فأطلق التوراة على الفرقان (قوله من غير ما وجه) ما زائدة: أي في أكثر من موضع (قوله فمن ذلك قوله يوصي الأمم) يعني فعلم من ذلك أنه مبعوث للأمم عموما ولم يكن البعث عاما إلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم (قوله إلى الغنم) مجاز عن نبي إسرائيل بجامع الضعف (قوله الرابضة) أي الماكثة في أماكنها وهذا كناية عن قصور رسالته وعدم عمومها (قوله وفي صحف حقبوق) هذه زائدة على عدد الصحف المنزلة المشهورة (قوله من التين) أي من جبل التين وهو جبل سينا: أي جاء شرعه وأنزل على موسى في ذلك الجبل (قوله وملك) أي أحمد (قوله إلى أن قال) أي في شأن سيدنا محمد (قوله بأمرك) أي بسبب أمرك بالقتال: أي ترتوي السهام بدم العداء (قوله أرض البادية) أي مكة، وقوله: العطشى: أي من النبوّة لأنها كانت مهملة من النبوّة من عهد اسماعيل (قوله ولتبتهج) من الابتهاج: أي تتزين (قوله والفلوات) جمع فلاة وهي البرّية: أي الأرض الفقراء (قوله لبنان) جبل بالشام صاحب حسن ومأوى للصالحين ومتعبد الأولياء (قوله وكمثل) عطف على محاسن والكاف زائدة: أي إن مكة ستعطي بأحمد حسنا مثل الحسن والنور الذي في جبل لبنان وحسنا مثل حسن الدساكر والرياض، والدساكر جمع دسكرة بيوت الأعاجم يكون فيها الشراب والملاهي أو بناء كالقصر حوله بيوت (قوله أتت أيام الافتقاد) أي الأيام التي يتفقد فيها الناس الفقراء بالمعروف والاحسان (قوله تفترون ذلك) أي تسميته ضالا (قوله على كثرة الخ) على بمعنى مع (قوله قيل لي) أي على لسان ملك (قوله تخبر به) أي فاخبر به (قوله أرى) أي أبصر وكأنه مثل له ذلك فرآه ببصره (قوله بابل) موضع بالعراق ينسب له السحر والخمر (قوله النخرة) أي البالية المتهشمة (قوله فصاحب الجمل) هذا من كلام المصنف (قوله ببابل) متعلق بسقطت، وقوله: من دون الله متعلق بعبادة الأصنام