فهرس الكتاب
الصفحة 143 من 517

وبعد هذا البيان لا يبقى عليك إشكال في لفظ العقيدة، وبالله التوفيق ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم.

(ص) فصل: ثم تقول: يجب أن يكون هذا الصانع لذاتك ولسائر العالم قديما: أي غير مسبوق بعدم وإلا لافتقر إلى محدث، وذلك يؤدي إلى التسلسل إن كان محدثه ليس أثرا له أو إلى الدور إن كان، والتسلسل والدور محالان لما في الأوّل من فراغ مالا نهاية له بالعدد. وفي الثاني من كون الشيء الواحد سابقا على نفسه مسبوقا بها.

(ش) اعلم أن القدم يطلق في مقتضى اللسان بإزاء معنيين، يطلق

كما جرى في حركات الأفلاك (قوله وبعد هذا البيان الخ) لا يخفى عليك البحث السابق في محالية سبق الأزلي الأزلي (قوله العقيدة) أي المتن.

(قوله: فصل)

أي في صفة القدم (قوله ثم نقول الخ) ثم للترتيب الذكري والمعنوي أما الأول فظاهر، وأما الثاني فلأن ما تقدم فيه اثبات وجود الصانع، وما هنا في اثبات لصفاته، وقدم الكلام على صفات السلوب لأنها من باب التخلية بالخاء المعجمة، وقدّم القدم والبقاء لأنهما يدلان على ما بعدهما فهو كتقديم الدليل على المدلول، ولهذا المعنى قدّم القدم على البقاء لأن من ثبت قدمه استحال عدمه، والنون في نقول للمتكلم ومعه غيره من أهل السنة لأن هذا القول ليس مبتكرا للمصنف (قوله لذاتك) أي جسمك وروحك (قوله ولسائر العالم) أي ما عدا ذاتك (وإلا الخ) أي وإلا يكن قديما، بل كان حادثا لافتقر الخ إشارة إلى قياس شرطي حذفت استثنائيته، وتركيبه لو لم يكن قديما لافتقر إلى محدث لكن افتقاره إلى محدث باطل فبطل المقدم وهو لم يكن قديما وثبت نقيضه وهو أنه قديم وهو المطلوب، فهذا من قبيل برهان الخلف وهو المثبت للمطلوب بإبطال نقيضه (قوله وذلك) أي افتقاره إلى محدث (قوله محدثه) أي محدث صانع العالم (قوله ليس أثرا له) أي للصانع: أي لا مباشرة ولا بالواسطة (قوله إن كان) أي محدث صانع العالم أثرا للصانع: أي مباشرة أو بواسطة (قوله من فراغ الخ) أي من انتهاء مالا نهاية له، وذلك باطل لما فيه من الجمع بين النقيضين، وللخصم أن يقول إن النهاية من جهة المستقبل وعدمها من جهة الماضي فلم تتحد الجهة حتى يلزم التناقض (قوله بالعدد) أي واحدا بعد واحد مبتدأ من جانب الماضي إلى الصانع الأخير الذي صنع العالم مباشرة (قوله سابقا على نفسه الخ) وذلك لأن الشخص من حيث أنه خالق للغير الخالق له فهو سابق على نفسه، ومن حيث أنه مخلوق للغير المخلوق له فهو مسبوق على نفسه (قوله في مقتضى اللسان) في سببية واللسان هو اللغة (قوله بازاء معنيين) لكن أحدهما وهو ما توالت على وجوده الأزمنة حقيقية عند اللغويين مجاز عند المتكلمين، والثاني وهو مالا أوّل له حقيقة عند المتكلمين مجاز عند اللغويين ولكن قوله: بازاء معنيين يفيد بظاهره أنه مشترك عند أهل اللغة مع أنه ليس كذلك

10 -حواش

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام