فهرس الكتاب
الصفحة 144 من 517

على ما توالت على وجوده الأزمنة، وكر ّ عليه الجديدان الليل والنهار، ومنه قوله تعالى ... - كالعرجون القديم، وبهذا الاعتبار يقال: أساس قديم وبناء قديم. وهذا الاعتبار مستحيل في حقه جل وعلا إذ وجوده تعالى ليس وجودا زمانيا ولا نسبة للزمان إلى وجوده ألبتة إذ هو من صفات المحدث فيكون حادثا ضرورة، فإن الزمان أما عبارة عن مقارنة متجدّد لمتجدّد: أي حادث لحادث كمقارنة السفر لطلوع الشمس مثلا، فثبوته فرع وجود حادثين مقترني الوجود لأنه نسبة بينهما، والنسبة يتأخر وجودها عن وجود المنتسبين ولا متجدد في الأزل فلا زمان، والتجدد لوجوده جل وعلا وصفات ذاته العلية محال، فنسبة الزمان إليه تعالى محال على الاطلاق في الأزل وفيما لا يزال، وأما عبارة عن حركات الأفلاك وما يرجع إليها من الساعات وأجزائها

(قوله على ما توالت الخ) هذا تفسير للقديم وكلامنا في القدم فالأولى على توالي أزمنة على وجود الشيء (قوله الأزمنة) أي سنة فأكثر، وإن صدقت الأزمنة في كلامه على أقل ّ من ذلك (قوله وكر الخ) أراد بالكر ّ تكرار المرور: أي ومر ّ عليه الجديدان: أي الليل والنهار مرارا عديدة إذ من كر ّ عليه الليل والنهار مرة ليس بقديم خلافا لظاهر كلام الشارح (قوله ومنه الخ) الأولى تأخيره عن قوله وبناء قديم لأنه يكون كالدليل لقوله وبهذا الاعتبار يقال الخ (قوله كالعرجون القديم) أي مثل سباطة البلح التي تعاقبت عليها الأزمنة حتى اعوجت واصفرت (قوله وبهذا الاعتبار) أي اطلاق القدم على ما توالت على وجوده الأزمنة والباء سببية (قوله وهذا الاعتبار) أي المعنى المعتبر في تعريف القدم وهو توالي الأزمنة على وجود الشيء (قوله زمانيا) أي تتوالى عليه الأزمنة (قوله ولا نسبة للزمان إلى وجوده) يعني أن وجوده لم يتغير بالزمان كوجود الحوادث فلا يقال إن وجوده منذ ألف سنة مثلا إذ وجوده قبل الزمان وبعده ومعه (قوله إذ الخ) علة مقدّمة على معلولها أعني قوله فيكون الخ، وقوله: هو: أي الزمان، وقوله: من صفات المحدث بفتح الدال: أي من شأنه، وقوله: فإن الزمان الخ بيان لكون الزمان من صفات المحدث (قوله عن مقارنة متجدّد) أي موهوم لمتجدّد: أي معلوم، فالزمان عبارة عن نفس المقارنة، وقيل الزمان المتجدّد المعلوم المقدّر به المتجدّد الموهوم (قوله كمقارنة الخ) السفر مجهول وطلوع الشمس معلوم وتلك المقارنة هي نسبة المتجدّدين (قوله فثبوته) أي الزمان الذي هو المقارنة المذكورة (قوله يتأخر وجودها الخ) المراد التأخر في التعقل (قوله عن وجود المنتسبين) مراده بالمنتسبين مجرد الذاتين وإلا فهذا الوصف إنما جاء بعد الانتساب (قوله فلازمان) أي في الأزل (قوله فنسبة الخ) تفريع على قوله: ولا متجدد الخ، وعلى قوله: والتجدد الخ على طريق اللف والنشر المرتب، فقوله وفيما لا يزال مفرع على قوله: والتجدد الخ، وقوله: قبله محال على الاطلاق في الأزل مفرع على قوله: ولا متجدد الخ (قوله محال) لأن الزمان مقارنة متجدد لمتجدد، ووجود المولى الآن غير متجدد فلا يعقل وصفه بالمقارنة، وحينئذ فلا يتصف وجود المولى بكونه مقارنا لمتجدد آخر إذ لا تقوم المقارنة إلا بمتجددين (قوله عن حركات الأفلاك) المراد جنس الأفلاك، وهو الفلك الأعظم وهو العرش (قوله وما يرجع إليها) أي الحركة من رجوع الأجزاء لكل، لأن الزمن هو الحركة معتبر على أنه هيئة اجتماعية (قوله وأجزائها) هي الدرج

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام