فهرس الكتاب
الصفحة 432 من 517

واللجأ في معرفته إلى السمع فوجب البحث عن النبوّة وتحقيق شروط الرسالة وهو الفصل الذي نشرع فيه الآن.

فصل ومن الجائزات بعث الرسل إلى العباد ليبلغوهم أمر الله ونهيه واباحته

ولا يقال يا خالق القردة والخنازير

(ص) {فصل} ومن الجائزات ويجب الإيمان به بعث الرسل إلى العباد ليبلغوهم أمر الله سبحانه ونهيه واباحته وما يتعلق بذلك من خطاب الوضع لما عرفت أن العقل لا يدرك دون شرع طاعة ولا معصية ولا ما بينهما.

(ش) لما فرغ من الالهيات وما يتعلق بها شرع في النبويات وينحصر الكلام فيها في ثلاث مسائل. الأولى في معنى النبوّة والنبي والرسالة والرسول. والثانية في حكم الرسالة.

الشرع بمعنى الشارع بمعنى أنها لا تعلم إلا منه وأن العقل لا يدركها وحده (قوله واللجأ في معرفته) أي معرفة ما ذكر من الأحكام: أي والطريق في معرفة تلك الأحكام من الشارع السماع من الرسل (قوله على النبوة) أي الرسالة وعلى بمعنى عن كما في بعض النسخ (قوله وهو) أي البحث عن النبوة وما عطف عليه الفصل: أي مضمون الفصل الذي الخ فصح الإخبار.

فصل

(قوله ومن الجائزات الخ) شروع في النبوات والجار والمجرور خبر مقدم، وقوله: بعث الرسل مبتدأ مؤخر والمصدر مضاف للمفعول والفاعل هو الله، وجملة ويجب الإيمان به: أي بوقوعه اعتراضية أو حالية (قوله إلى العباد) أي جنسهم من انس وجن وملك على قول والبعث لجنس من ذكر صادق بالبعث لجميعهم كما في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبالبعث كما في حق غيره (قوله ليبلغوهم أمر الله الخ) متعلق ببعث وهذا من فوائد الارسال والأمر شامل للواجب والمندوب والنهي شامل للتحريم والكراهة وخلاف الأولى على القول به والإباحة قسم سادس على القول بخلاف الأولى وخامس على عدم القول به (قوله وما يتعلق بذلك) أي بما ذكر من أمر الله ونهيه واباحته الذي هو خطاب التكليف وما في محل نصب عطف على أمر الله (قوله من خطاب الوضع) بيان لما، وخطاب الوضع هو الكلام الدال على جعل الشيء شرطا كالطهارة لصحة الصلاة أو سببا كدخول الوقت لوجوب الصلاة أو مانعا كالحيض بالنسبة لصحة الصلاة والصوم (قوله لما عرفت) متعلق بمقدر: أي وإنما بعثوا لتليغهم الأحكام التكليفية وما يتعلق بها لما عرفت الخ فهو علة للمعلل مع علته (قوله أن ّ العقل لا يدرك الخ) لما مر ّ أنه لا يدرك حسن الفعل ولا قلحه حتى يدرك أنه طاعة أو معصية (قوله طاعة الخ) الطاعة ما رتب عليه عاجلا المدح وآجلا الثواب والمعصية ما رتب عليه الذم وآجلا وما بينهما هو مالا يترتب عليه شيء من ذلك وهو فعل المباح والمكروه وخلاف الأولى (قوله من الالهيات) أي الأمور المتعلقة بالإله كالصفات الواجبة له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه (قوله وما يتعلق بها) أي بالإلهيات كمباحث الأفعال والنظر وكمضمون الفصل المفروغ منه: أعني قوله وإذا عرفت بما ذكر عدم رجحان بعض الأفعال على بعض الخ (قوله في النبويات) جمع نبوي: أي الأمر المتعلق بالنبي وفي نسخة النبوّات جمع نبوة، والأولى أنسب بالإلهيات (قوله في حكم الرسالة) أي وفي حكم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام