في حياته، ثم مات مؤمنا وإن لم يرو عنه وإن لم يطل، وقوله: من اجتمع أحسن من قول ابن الحاجب من رآه لأنه يخرج عنه مثل عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه، وإنما لم يشترط طول الاجتماع في حق الصاحب بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم مع اشتراط ذلك فيه لغة وعرفا بالنسبة إلى غيره، لأن اجتماع المؤمن معه صلى اله عليه وسلم وإن كان لحظة يحصل له من البركة ونور الباطن مالا يدخل تحت حصر، وإذا كان كثير من الأولياء شوهد عظيم ارتقاء من اعتنوا به بنظرة واحدة أو توجهوا إليه بهمة مفردة، فكيف بالاجتماع مع أشرف الخلق ومن نوره أصل الأنوار كلها، وفي أدنى أنواره تغرق جميع أنوار الأولياء ومعارفهم، صلى الله عليه وسلم ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
(قوله: وأفضلهم أبو بكر ثم عمر الخ) هذه المسئلة اختلف الناس فيها، فقال فرقة لا نتعرض للتفضيل بينهم، وقالوا هم كالأصابع في الكف، وقال غير هؤلاء بالتفضيل. ثم اختلفوا ففضلت الخطابية عمر رضي الله عنه، وفضلت الراوندية العباس رضي الله عنه، وفضلت الشيعة عليا رضي الله عنه، وفضلت اهل السنة أبا بكر رضي الله عنه، قال القرطبي في شرح مسلم: لم يختلف السلف والخلف في أن أفضلهم أبو بكر ثم عمر، ولا عبرة بقول أهل الشيع والبدع. وقال القاضي عياض في الإكمال: قال أبو منصور البغدادي: أصحابنا مجمعون على أن افضلهم الخلفاء الأربعة على ترتيبهم في الخلافة، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل بيعة الرضوان، ومن له مزية من أهل العقبتين من الأنصار،
وعبر باجتمع دون رأى ليدخل العميان كابن أم مكتوم (قوله في حياته) خرج من رآه من الصالحين يقظة بعد وفاته (قوله ثم مات مؤمنا) الأولى اسقاطه إذ المراد تعريف من يقال له صحابي في الحال (قوله وإن لم يطل) بضم أوله من الاطالة: أي وإن لم يطل في اجتماعه به (قوله لأنه يخرج عنه) أي عن تعريف ابن الحاجب حيث عبر بالرؤية فيكون التعريف فاسد العكس: أي غير جامع لكن هذا التعليل يقتضي فساد المقابل الذي هو تعريف ابن الحاجب فكان الأولى التعبير بالصواب إلا أن يقال المراد بالرؤية في كلام ابن الحاجب الاجتماع وإطلاق الرؤية على الاجتماع شائع في العرف حتى صار حقيقة عرفية (قوله بالنسبة إليه) أي بالنسبة لاجتماعه، وقوله: مع اشتراط ذلك: أي الطول في الصاحب (قوله مفردة) أي واحدة (قوله تغرق) ألأي تخفى وتغيب (قوله كالأصابع في الكف) أي ولم يثبت أن بعض الأصابع أفضل من بعض (قوله الخطابية) قوم من الروافض نسبة لكبيرهم أبي الخطاب كان يأمرهم بشهادة الزور على من خالفهم (قوله وفضلت الشيعة) الشيعة في اللغة الفرقة تكون على حدة ويقع على الواحد وغيره، وشيعة الرجل أنصاره وأتباعه ثم غلب هذا الاسم على كل ّ من يتولى عليا وأهل بيته فصار اسما خاصا به (قوله ولا عبرة بقول أهل الشيع) الأولى التشييع لأجل إضافة أهل ولأجل عطف البدع والعطف من عطف العام على الخاص (قوله أصحابنا) أي البغداديون من أهل السنة (قوله ثم أهل بيعة الرضوان) هم الذين بايعوه صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة في الحديبية حين صدّه المشركون عن دخول مكة وهو في الحديبية (قوله ومن له مزية) عطف على قوله ثم أهل بيعة الرضوان، وقوله: من الأنصار حال من أهل العقبتين ومفاده أن أهل بيعة الرضوان ومن له مزية في مرتبة