إلى ما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم سواء تعلقت تلك البدع بالعقائد ككثير من عقائد المعتزلة ومن في معناهم، أو بأحد الأعمال الظاهرة ككثير مما هو مشاهد في أزمنتنا وفي ما قبلها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
بيان أن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول
وقوله: والصحابة كلهم أئمة عدول، هذا هو الذي عليه جمهور العلماء والمحققون من أهل الأصول، وأن كل من ثبتت صحبته لا يسئل عن عدالته ولا يتوقف في روايته عرف أو لم يعرف، ودليلهم ظاهر الكتاب والسنة كقوله ... - والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم - الآية، وقوله تعالى - وكذلك جعلناكم أمة وسطا - الآية، وقوله - كنتم خير أمة أخرجت للناس - الآية، وقوله صلى الله عليه وسلم «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اقتديتم» وقوله صلى الله عليه وسلم «خير القرون قرني» وقوله صلى الله عليه وسلم «لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد ّ أحدهم ولا نصيفه» وفي المسئلة أقوال أخر غير مرضية ومحلها علم الأصول، والذي عليه الكتاب والسنة واجماع من يعتد بإجماعه ما تقدّم وهو أنهم كلهم عدول من غير تفصيل، والصحابي عند الجمهور من اجتمع مؤمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
الشريعة كجمع القرآن وتدوين المذاهب، فإن قواعد الشريعة تقتضي وجوبها وكتجمل العلماء بالملابس الفاخرة لأجل عدم إهانتهم والأخذ عنهم فإن قواعد الشريعة تقتضي ندب ذلك (قوله إلى ما كان عليه السلف الصالح) أي القرون الثلاثة الذين شهد لهم النبي ّ صلى الله عليه وسلم بالخيرية (قوله كلهم أئمة عدول) أي مالم يطرأ قادح (قوله إن كل الخ) بدل من قوله الذي وفي بعض النسخ وإن كل بالواو وعليها فالعطف تفسيري (قوله لا يسئل عن عدالته) أي لأنهم محمولون على العدالة حتى يظهر قادح بخلاف غيرهم فإنه لا يحمل على العدالة عند جهل حاله (قوله عرف) أي حاله (قوله أو لم يعرف) أي حاله بأن كان مجهولا (قوله ودليلهم) أي الجمهور والمحققين (قوله وكذلك جعلنا كم الخ) فيه أن الكلام في الصحابة والخطاب في الآية للأمة بتمامها وكذا يقال في الآية بعد (قوله لو أنفق الخ) قاله عليه الصلاة والسلام لخالد بن الوليد لما وقع بينه وبين أبي عبيدة نزاع، وحينئذ فالمعنى ّ بالمدح هم الصحابة السابقون كأبي عبيدة فالمزية لبعضهم فلا يكون في ذلك دليل للمدّعى. وأجاب بعضهم بأن النبي ّ صلى الله عليه وسلم كانت له تجليات فرأى في بعضها سائر أمته الآتين بعده فقال مخاطبا لهم لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا لما أدرك مد ّ أحدهم ولا نصيفه (قوله نصيفه) لغة في النصف (قوله وفي المسئلة) أي مسئلة عدالة الصحابة (قوله أقوال أخر) منها أنه يبحث عن عدالتهم كغيرهم إلا من يكون ظاهر العدالة أو مقطوعها كالشيخين، ومنها أنهم عدول إلى قتل عثمان ويبحث عن عدالتهم بعد قتله لوقوع الفتن بينهم حينئذ، ومنها أنهم عدول إلا من خرج على علي ّ وقاتله قوله والذي عليه الكتاب والسنة) أي ظاهرهما ليطابق ما سبق (قوله كلهم عدول) أي من غير تفصيل بين من بقي إلى قتل عثمان وغيره وبين من قاتل عليا وغيره (قوله والصحابي) نسبة للصحابة، وإنما نسب للجمع لاختصاص هذا الجمع بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار كالعلم بالغلبة عليهم، وحينئذ فقد أشبه الجمع المفرد (قوله من اجتمع) أي يقظة