ما تأتي به الرسل من خوارق العادات، وأما شرعا فلأن النظر وجوبه متوقف على التمكن من العلم لأعلى العلم، وقوله: أن يعمل فكره خبر إن ّ. وحاصله أن أوّل واجب النظر وحقيقة النظر ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدّي إلى استعلام ماليس بمعلوم كذا عرفه البيضاوي ّ وغيره. وأحسن منه وأسلم أن تقول النظر وضع معلوم أو ترتيب معلومين فصاعدا على وجه يتوصل به الى المطلوب وأو للتنويع فيشمل ناقص الحدّ والرسم، فان وصلت تلك الأمور إلى معرفة مفرد سميت معرّفا وقولا شارحا، وان وصلت الى تصديق وهو العلم بنسبة أمر إلى أمر على جهة الثبوت أو النفي
الغريبة التي تواطئوا على النظر فيها ما يأتي به الرسل من خوارق العادات فقد جرت العادة أن النفوس تلتفت الى النظر لذلك ولم يقع أن المكلف يقول لا أنظر حتى يجب عليّ النظر فهذا كله مما يدل على اشكال المقدّمة الأولى (قوله وأما شرعا الخ) هذا رد ّ للمقدمة الثانية القائلة ولا يجب عليّ النظر إلا إذا علمت بالوجوب، وحاصل الرد أنا لا نسلم ذلك بل الوجوب متوقف على التمكن من العلم: أي التأهل له بأن يكون أهلا لذلك، وتحصل الأهلية بالعقل والبلوغ وبلوغ الدعوة لا أنه موقوف على العلم بالفعل (قوله وجوبه بالنصب) بدل من النظر أو بالرفع على الابتداء خبره متوقف، والجملة خبر أن (قوله وحاصله) أي حاصل أن يعمل فكره: أي حاصل معنى الجملة التي قوله أن يعمل فكره الخ جزء منها (قوله النظر) أي الاصطلاحي، وقوله: وحقيقة النظر: أي الاصطلاحي وأظهر لنكتة، وهي افادة أن التعريف لحقيقة النظر لا للنظر الخاص المتصف بأنه أول الواجبات (قوله أمور) نحو فلان يطوف بالسلاح ليلا وكل من هو كذلك فهو سارق وكل سارق تقطع يده: أي أو أمرين نحو العالم متغير وكل متغير حادث (قوله معلومة) أي حاصلة في العقل بالفعل (قوله على وجه الخ) كايجلب الصغرى وكلية الصغرى (قوله الى استعلام) أي اعلام: أي احضار، وقوله: ما ليس بمعلوم: أي ما ليس بمستحضر، والمراد بإعلامه واحضاره ادراكه وحصول صورته في الذهن (قوله وأحسن منه) أي لشموله للتعريف بالمفرد، وقوله: وأسلم: أي من الاعتراض الوارد على الأوّل بعدم شموله للتعريف بالمفرد، وعبرّ بأحسن وأسلم لإمكان أن يجلب عن الأوّل بأن قوله ترتيب أمور: أي صريحا أو ضمنا، فالأوّل كقولنا: العالم متغير وكل متغير حادث، والثاني كقولنا: في تعريف الانسان أنه ناطق فهو مركب ضمنا لأنه في قوّة ذات ثبت لها النطق والذات التي ثبت لها النطق لا تكون إلا حيوانا ناطقا (قوله وضع معلوم) أي اثباته ولو غير مطابق كاثبات ناهق في تعريف الانسان، وهذا في التعريف بالمفرد، وقوله: أو ترتيب معلومين: أي أمرين حاصلين في العقل وقوله إلى المطلوب: أي التصويري أو التصديقي (قوله للتنويع) أي لا للشك (قوله فيشمل الخ) كما أنه شامل للحدّ التام وللرسم التام (قوله تلك الأمور) أي تصورها (قوله مفرد) أي تصوره (قوله سميت معرّفا) أي لتعريفها وتعيينها للماهية الحقيقية
والعرضية، وقولا شارحا: أي لشرحها للماهية الحقيقية والعرضية (قوله وان وصلت) أي وان وصل التصديق بها (قوله وهو) أي الصديق وقوله أمر هو المحمول، وقوله: إلى أمر هو الموضوع، وقوله: على جهة الثبوت: أي على جهة هي الثبوت في الموجبة
2 ــــ حواش