فهرس الكتاب
الصفحة 49 من 517

والرحلة في طلب الفوائد، وقد روى في الحديث «لا يستطاع العلم براحة الجسم، واطلبوا العلم ولو بالصين» وورد «إنما العلم بالتعلم» . وقال الله تعالى لنبيه يحيى عليه السلام - يا يحيى خذ الكتاب بقوّة - وقال لكليمه موسى عليه السلام - وكتبنا له في الألواح - إلى قوله - فخذها بقوّة - وقل جل ّ وعلا - فلولا نفر من كل ّ فرقة منهم - الآية، وكان السلف الصالح يرحل أحدهم لطلب الفائدة الواحدة مسيرة شهر، ولقد سافر كليم الله عليه السلام مع ما أعطى من علم كل شيء للقاء الخضر عليه السلام حتى مسه التعب في ذلك. قال - لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا - وان أراد بالإيمان ما ينشأ عنه من أعمال البر ّ، وأن بعض المقلدين يتحفظ من المعاصي ويلتزم من القيام بالأوامر مالا يوجد في كثير من العلماء فمسلم، لأن الانتفاع بالعلم إنما هو بيد الله وليس بين العلم والعمل ربط عقلي إلا أن هذا لا يقدح في وجوب العلم ولا في شرفه، وليس العلم هو الذي حمل العالم على المخالفة حتى يقدح في شرفه، ولا التقليد هو الذي حمل المقلد على الموافقة حتى يدعي شرفه، بل إنما يحمل العلم في الحقيقة لو صاحبه التوفيق على الموافقة. ثم إن هذا العالم المخالف بالجوارح هو أحسن حالا من المقلد الموافق، لأن المقلد قال الجمهور بعدم صحة إيمانه فلا يكون له عمل، ولقليل العمل مع العلم أفضل من كثير العمل بلا علم بل لا أثر للعمل الخالي عن العلم أصلا

أي في حالة التدريس بأن يصغي لكلام شيخه ويترك الكلام والنوم والتفكر مثلا (قوله والرحلة) أي إن لم يكن في بلد المتعلم من يعلمه وإلا فلا (قوله وقد روى الخ) شروع في الاستدلال على أن العلم لا يحصل إلا بالطرق المذكورة (قوله لا يستطاع) أي يحصل (قوله براحة الجسم) الباء بمعنى مع: أي بل لا بد من الاجتهاد في النظر والتعب في الدرس (قوله ولو بالصين) أي التي هي بلدة بعيدة، ففيه دليل على طلب الرحلة لتلقي العلم (قوله بالتعلم) أي فلا بد ّ من التلقي عن الأشياخ (قوله بقوة) أي اجتهاد فهذا دليل للاجتهاد والتعب (قوله فلولا نفر الخ) دليل على الرحلة (قوله مسيرة شهر) المراد مدّة طويلة (قوله علم كل شيء) أي مما يحتاج له في دينه، وأما سفره للخضر فلمعرفة العلوم الباطنية (قوله الخضر) بفتح فكسر المعتمد أنه نبي ّ، وقيل ولي ّ (قوله وإن أراد الخ) أي من قال إنا نجد بعض المقلدين أقوى إيمانا من بعض الناظرين (قوله بالإيمان) الأولى بقوة الإيمان (قوله ما ينشأ) الأولى كثرة ما ينشأ (قوله من العلماء) المناسب من الناظرين، وإن كان الناظرون هم العلماء (وليس الخ) علة لكون الانتفاع بيد الله (قوله عقلي) أي ولا عادي (قوله إلا أن هذا) أي عدم وجود كثرة العمل في كثير من العلماء مرتبط بقوله فمسلم، وقوله: في وجوب العلم: أي المعرفة بالنظر (قوله في شرفه) أي العلم على التقليد (قوله وليس الخ) تعليل لما قبله (قوله على المخالفة) أي للشارع أو لأمره (قوله على الموافقة) أي موافقة الأمر أو الشارع، وهذا متعلق بقوله يحمل (قوله ثم إن هذا العالم الخ) دفع لما يتوهم أن المقلد العامل أفضل من العالم غير العامل لأن ثمرة العلم العمل (قوله هو أحسن الخ) لأنه اتفق على صحة عمله، والمقلد قيل بعدم إيمانه لعمله، وقيل بصحتها والعمل المتفق على صحته أحسن من المختلف فيه (قوله بل لا أثر للعمل الخالي عن العلم) وذلك كعمل المقلد،

4 -حواش

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام