فهرس الكتاب
الصفحة 46 من 517

الاستدلال: بقول الغزالي لا نحرك عقائد القوم الخ مع بحث المحشى فيه

وعلى هذا قال الغزالي: لا نحرّك عقائد القوم ويتركون على ما هم عليه: يعني لأن السنة مضت بعدم البحث عن الضمائر، وأنها إنما تنكشف في الاخرة يوم تبلى السرائر، وإنما يجب بث ّ العلم لمن سأله وكان اهلا له لا لمن أعرض عنه أو لم يكن أهلا، ويعني والله أعلم مالم يظهر المنكر في عقائدهم كزماننا هذا، فيجب تغيير المنكر والتلطف في تعليمهم الحق بما تسعه عقولهم، وقد جعل الله تعالى في الألفاظ والأدلة سعة، فكل يخاطب على قدر فهمه والله المستعان،

واحتج ّ بعضهم ممن يميل إلى صحة القول بالتقليد، بل ويرى رجحانه على درجة الاجتهاد والنظر في علم التوحيد بأوجه: احدها: أنا نقطع أبا بكر وعمر وسائر الصحابة رضي الله عنهم اجمعين

عليه اللفظ إلا بالقرائن البعيدة، وهذا المعنى مفهوم قوله: غير مخلصة في الآخرة (قوله وعلى هذا) على للتعليل: أي وليكون الأحكام الدنيوية مبنية على الظواهر، أو لكون السنة جارية على اناطة بالظاهر وعدم البحث عن السرائر، فمرجع اسم الإشارة محتمل لما ذكر (قوله قال الغزالي) بتشديد الزاي وتخفيفها (قوله لا تحرّك الخ) أي لا نعلمهم الدليل العقلي، بل نبقي عقائدهم على ما هي عليه من صحة أو فساد في الباطن لبناء الأحكام الدنيوية على الظواهر، هذا مراد الشارح بقول الغزالي، لكن فيه أن ّ مراد الغزالي أن اعتقاد العوام صحيح لكفاية التقليد فلا نحرك عقائدهم لأنها لو حركت ربما تخلخل اعتقادهم (قوله يعني) أي يقصد الغزالي ببقاء عقائد الأمّة على ما هي عليه (قوله لأن السنة الخ) وإذا كان كذلك فلا ينبغي أن نحرك عقائد العوام، بل يتركون على ما هم عليه من صحة أو فساد، وليس مراد الغزالي بقوله: لا نحرك الخ كون التقليد كافيا بحيث يكون كلامه دليلا على الاكتفاء بالتقليد. هذا مراد الشارح، وفيه ان التقليد عنده كاف والنظر مستحب كما علمت (قوله يوم تبلى) أي تختبر (قوله وإنما يجب الخ) جواب عن سؤال ورد على ظاهر كلام الغزالي. حاصله ان قوله: لا نحرك الخ يقتضي النهي عن بث ّ العلم مع ان ّ السنة ثبت فيها بث ّ العلم (قوله الا لمن أعرض الخ) أي والعوّام لا يخلو حالهم عن أحد هذين الأمرين، وحينئذ فلا يجب بث ّ العلم لهم فلا نحرّك عقائدهم. لكن قد يقال من العوام من يسأل ويكون فيه أهلية (قوله المنكر) كاعتقاد أن الصحابي نبي (قوله تغيير المنكر) وذلك يكون بتعليم العلم (قوله والتلطف) أي الرفق وعدم العنف (قوله وقد جعل الخ) الواو تعليلية أي فالطريق الموصلة للعلم لهم واسعة، لن الله قد جعل الخ، وهذا دفع لما يقال إن قوله: والتلطف الخ ينافي ما مر ّ من ان ّ العوام ليسوا اهلا للتعلم. وحاصل الجواب أنه جعل في الأدلة سعة، فمنها القطعي ويحمل عليه ما سبق، ومنها إقناعي ّ وعليه يحمل قوله: بما تسعه الخ، فتخاطب العوام بالإقناعي ّ (قوله والدلة) عطف مرادف (قوله ممن يميل إلى صحة القول بالتقليد) هذا صادق بان يكون ذلك القائل يرى ان النظر واجب الفروع، وأن المقلد مؤمن عاص، وصادق بانه يرى أن النظر مستحب أو مكروه

او خلاف الأولى (قوله بل ويرى الخ) اضراب انتقالي أي فحيث كان يرى رجحانه، فالتقليد مندوب والنظر مكروه أو خلاف الأولى (قوله درجة الاجتهاد) الإضافة للبيان وعطف النظر عليه عطف تفسير، فالمراد النظر في علم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام