فهرس الكتاب
الصفحة 183 من 517

وذكر خلاف أهل السنة في تكفيرهم قال: والأظهر أنهم كافرون انتهى. قلت: فانظر هذا الخطر العظيم في العقائد، وكيف عرض بنفسه من أعراض عن النظر في علم التوحيد للعذاب المؤيد والخزي السرمد في نار جهنم مع كل كافر وجاحد: اللهم أصلح ظواهرنا وبواطننا، واهدنا في الدنيا والآخرة صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين يا أرحم الراحمين.

(ص) ثم يجب أيضا لصانعك أن يكون عالما، وإلا لم تكن على ما أنت عليه من دقائق المصنع في اختصاص كل جزء منك بمنفعته الخاصة به وإمداده بما يحفظها عليه ونحو ذلك من المحاسن التي تعجز عقول البشر عن الإحاطة بأسرارها.

(ش) نظم الدليل على لفظه أن يقال: لو لم يكن صانعك عالما لم تكن متصفا بما أنت عليه من غاية الأحكام ودقائق المحاسن التي يعجز عن حصرها، وبيان الملازمة أنه معلوم بالبديهة أنه لا يحكم الفعل ويبرزه في غاية الكمال وما لا يحاط به من أنواع المحاسن إلا من هو عليم حكيم غاية الحكمة. وأما الاستثنائية فمعلومة بضرورة المشاهدة، ولا يخفى

لأنها لا تستنتج من المعتادات بل من الفعل، وهذا القائل لما رأى أن الأكل مشبع استنتج منه أن الدلالة عقلية، هذا والظاهر أنه غير كافر بالفعل نعم كفره مترقب، فإن أنكر شيئا مما انكاره كفر من خوارق العادات كالمعجزة والبعث كفر، وإلا فلا لأنه يعتقد أن المؤثر في تلك المسببات هو الله بقدرته مباشرة، لكن الربط بين الأسباب ومسبباتها عقلي لا يمكن تخلفه (قوله والأظهر أنهم كافرون) المعتمد خلافه لأنهم لا يقولون بوجوب وجود العبد ولا باستحقاقه العبادة مع قولهم بقدرة خلقها الله في العبد (قوله هذا الخطر) هو الاشراف على الهلاك أريد به هنا الاعتقاد الذي يترتب عليه الكفر (قوله في العقائد) أي الكائن في الاعتقادات: أي المعتقدات (قوله وكيف) أي وانظر كيف، وقوله: للعذاب متعلق بعرض (قوله وإلا الخ) أي وإلا يكن متصفا بالكون عالما لم تكن الخ، لكن التالي باطل (قوله من دقائق الصنع) أي من المصنوعات الدقائق (قوله في اختصاص) في بمعنى من بيان للصنع بمعنى المصنوع (قوله وامداده) عطف على اختصاص (قوله بما) أي شيء (قوله يفظها) أي النفعة كالشم والبصر (قوله عليه) أي على ذلك الجزء كالأنف والعين (قوله ونحو ذلك) أي نحو الاختصاص والامداد (قوله بأسرارها) أي حكمها (قوله لم تكن الخ) أشار بذلك إلى أن على في المتن بمعنى الباء وخبر تكن محذوف (قوله من غاية الأحكام) أي من أثر غاية الأحكام: أي من أثر الأحكام الفائي ّ: أي الذي لا إحكام ولا اتقان فوقه وبتقدير أثر اندفع ما يقال الأحكام صفة للرب ّ وليس قائما بالعبد (قوله ودقائق المحاسن) أي والمحاسن الدقيقة وهذا العطف تفسيري لأن المحاسن المذكورة أثر الأحكام (قوله عن حصرها) أي وعن الاحاطة بأسرارها أيضا كما في المتن (قوله ويبرزه الخ) عطف خاص على عام لأن الأحكام يتحقق ولو لم يكن في الغاية (قوله وما لا يحاط به) عطف على غاية: أي لا يبرزه متلبسا بغاية الكمال ومتلبسا بالأوصاف التي لا يحاط بها التي هي أنواع المحاسن فقوله من أنواع بيان لما (قوله إلا من هو عليم الخ) أي وحينئذ فلو كان صانعك غير عالم لكنت غير متصف بما أنت عليه من دقائق الصنع (قوله إلا من هو عليم أيضا) أي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام