فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 517

لكلام على الربط بين الدليل والنتيجة هل هو عادي أو عقلي أو بالتولد

المذاهب الأربعة في الربط وذكر الأوّل والثاني والثالث

سميت حجة ودليلا، فمثال الأوّل قولك في شرح الانسان أنه حيوان الناطق، ومثال الثاني قولك في بيان حدوث العالم وهو ما سوى الله عز وجل العالم متغير وكل متغير حادث، فإن ترتيب هاتين القضيتين المعلومتين على الوجه الخاص، وهو كون الصغرى موجبة والكبرى كلية يوصل من اتضح له بالبرهان صدقهما إلى العلم بأن العالم حادث لإندراج الصغرى في حكم الكبرى، وهل الرابط بين الدليل والنتيجة عادي فيمكن تخلقه أو عقلي قلا يمكن عند نفي الآفات العامة كالموت ونحوه التخلف أو بالتولد بمعنى أن القدرة الحادثة أثرت في وجود النتيجة بواسطة تأثيرها في النظر أو بالإيجاب بمعنى أن النظر علة أثرت في وجود المعلول؟ أربعة مذاهب: الأوّل مذهب الأشعري، والثاني مذهب إمام الحرمين وهو الصحيح وللقاضي القولان، والثالث مذهب المعتزلة واستثنوا من ذلك النظر التذكري فقالوا فيه بقول الإمام لأنه كالنظر الذكري: أي

أو على جهة هي النفي: أي الانتقاء في السالبة (قوله سميت حجة) لأنه يحتج بها على الخصم، وقوله: دليلا لأنه يستدل بها على ثبوت المطلوب (قوله فمثال الأوّل) أي ما يوصل إلى تصور مفرد (قوله في شرح الانسان) أي توضيح ماهيته الحقيقية (قوله ومثال الثاني) أي الموصل إلى تصديق (قوله في بيان حدوث العالم) أي في التصديق بحدوث بعض العالم وهو الأعراض لأن الدليل الآتي إنما يدل على حدوثها، واما الأجرام فيستدل على حدوثها بقولنا: الأجرام ملازمة الأعراض الحادثة، وكل ما كان ملازما للحادث فهو حادث، ويحتمل أن يراد بالعالم خصوص الأعراض مجازا (قوله وهو) أي العالم، لكن بالمعنى الشامل للأجرام والأعراض (قوله المعلومتين) أي علما تصديقيا (قوله وهو كون الخ) أي وكون موضوع الصغرى مندرجا في موضوع الكبرى (قوله بالبرهان) الأولى حذفه لأن ثبوت التغير للأعراض ضروري لعلمه بالمشاهدة (قوله الصغرى) أي موضوعها (قوله في حكم ... الكبرى) أي في متعلق حكم الكبرى الذي هو موضوعها (قوله بين الدليل الخ) أي بين العلم بهما أو الظن (قوله الآفات) أي التي تحصل عقب النظر وقبل استنتاج النتيجة (قوله العامة) أي المانعة من الإدراك مطلقا كالموت فإنه مانع من الإدراك مطلقا. وأما الخاصة كالعلم بالمطلوب فإنها لا تمنع من الإدراك مطلقا، بل من العلم بذلك الشيء فقط لأن العلم بالشيء مانع من تجدّد العلم به من الدليل لما يلزم من تحصيل الحاصل (قوله ونحوه) أي كالجنون ... (قوله أو بالتولد) هو أن يوجد فعل لفاعله فعلا آخر كحركة اليد لحركة المفتاح وهو معطوف على محذوف والتقدير، وهل الربط عادي ّ متلبس بغير التولد أو عادي متلبس بالتولد ولعبد خلق بقدرته الحادثة العلم بالدليل والعلم بالدليل نشأ عنه العلم بالنتيجة (قوله أو بالإيجاب) عطف على محذوف والتقدير أو عقلي متلبس بغير الإيجاب أو متلبس بالإيجاب: أي التعليل، فالعلم بالنظر واقع بقدرة العبد وهو علة في العلم بالنتيجة مؤثر فيه والربط عقلي لامتناع تخلف

المعلول عن علة المؤثرة (قوله بمعنى أن النظر) أي التصديق به (قوله في وجود المعلول) أي الذي هو العلم بالنتيجة (قوله وهو الصحيح) الأولى الأصح لأن قول الأشعري صحيح لا فاسد (قوله التذكري) هو الذي تقدم للنفس إدراك له واسترجعته بعد نسيانه (قوله الإمام) أي إمام الحرمين المتقدم ذكره قريبا (قوله كالنظر الذكرى) هو

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام