ابتداء تقوده إلى الجهل. والناظر فيها بعد العلم لا تقوده إلى شيء، والناظر فيها عقيب نظره في شبهة على النقيض تقوده إلى الشك، وما اختلف لم يرتبط بشيء فغير مسلم. لأنا نقول إن ّ لازمها على الحقيقة الجهل، وإنما انتقى عن العالم اعتقاد صدق نتيجتها في نفسها للعلم بضدها لا لعدم العلم بالربط بينهما، وكذلك الناظر فيها عقيب النظر في شبهة، وليس شكه من مجرد الشبهة بل من تعارض الشبهتين، وهو في الحقيقة تعاقب رأيين لا استرابة بين معتقدين الذي هو الشك
وهو الإله وكل ما هو كذلك فهو قديم ينتج العالم قديم (قوله ابتداء) أي قبل النظر في غيرها (قوله بعد العلم) أي بحدوث العالم بالدليل، وهو العالم متغير وكل متغير حادث (قوله لا تقوده إلى شيء) أي لما تقرّر عنده من العلم بحدوث العالم من الدليل الذي نظر فيه أوّلا (قوله والناظر الخ) كأن ينظر أوّلا في شبهة، وهي الإله موجود وكل موجود جسم. ثم ينظر ثانيا في شبهة أخرى كالإله علم وكل علم معنى، فيحصل له حينئذ الشك في كون الاله جسما أو معنى (قوله على النقيض) أي المنافي لما دلت عليه الأخرى (قوله لم يرتبط بشيء) أي معين، وحينئذ فما اختلفت مادّته لا يستلزم الجهل (قوله فغير مسلم) خبر ما من قوله: وما احتج به وقرن الخبر بالفاء لشبهه بالشرط في العموم (قوله إن لازمها الخ) أي في الأحوال الثلاثة. أما استلزامها للجهل فيما إذا نظر فيها ابتداء فظاهر ولذا تركه الشارح. وأما استلزامها للجهل إذا نظر فيها بعد أن نظر في الدليل وحصل له العلم، وكذلك استلزامها للجهل إذا نظر فيها بعد أن نظر في شبهة أخرى لما كان خفيا أشار له الشارح بقوله: وإنما انتفى الخ (قوله لا لعدم العلم بالربط بينهما) عطف على قوله: للعلم بضدّها: أي لا لعدم حصول العلم منه بالربط بل العلم بالربط حاصل، فالعالم يعتقد أن الشبهة منتجة للجهل وأن النتيجة غير صادقة لحصول العلم عنده بضدها وفي بعض النسخ لا العلم بالربط بينهما، وهو عطف على فاعل انتفى: أي إنما انتفى عنه اعتقاد صدق النتيجة لما ذكر ولم ينتف العلم بالربط بينهما: أي الشبهة والنتيجة، بل هما مرتبطان ويعلم أنها نتيجة ولكن لم يعتقد صدقها للعلم بضدها (قوله وكذلك الخ) أي ومثل الناظر فيها بعد العلم في كون المنفي عنه إنما هو اعتقاد صدق النتيجة في نفسها لا العلم بالربط بينهما الناظر فيها عقب النظر في شبهة أخرى، فالمنفي عنه اعتقاد صدق نتيجتها في نفسها لما تقدم له من النظر في الشبهة الأولى لا العلم بالربط بينهما (قوله وليس الخ) أي لأن الشبهة لا تنتج الشك وإنما تنتج الجهل، فكل شبهة إنما تنتج الجهل، فكل شبهة إنما تنتج الجهل، فقوله: وليس الخ تعليل لما قبله (قوله بل من تعارض الشبهتين) أي فهو جازم بالربط وغاية ما هناك أنه يعتقد عدم صدق إحداهما، فكل ّ شبهة إنما أنتجت الجهل وعدم جزمه بأحد الجهلين لتعارضهما فقط (قوله وهو في الحقيقة الخ) هذا اضراب ابطالي ّ، لأن ما مر ّ يفيد أن الناظر في شبهة بعد أخرى عنده شك إلا أن ذلك الشك إنما هو من تعارض ما أنتجه الشبهتان. ثم
أضرب عن ذلك بما محصله أنه ليس عنده ذلك الناظر في الشبهتين شك، وإنما الحاصل عنده تعاقب رأيين: أي معتقدين، فقول الشارح: وهو في الحقيقة الخ معناه، بل ذلك الشك في الحقيقة الخ، والضمير في قوله: وهو الخ الشك بمعنى الأمر الحاصل عنده لا بالمعنى المتقدّم ففيه استخدام (قوله تعاقب رأيين) أي معتقدين: أي حدوث