فهرس الكتاب
الصفحة 386 من 517

إذ الأصل في الجواب المطابقة، ولأن الجواب وقع هنا بنقيض السؤال، وقد قيد المسئول بوقت معين، فالأصل أن نقيضه يتقيد به، ولهذا قال أهل المنطق أن نقيض الوقتية كقولك زيد متحرّك الأصابع بالضرورة وقت الكتابة يؤخذ فيه ذلك الوقت بعينه، فيقال في نقيض هذه القضية زيد ليس متحرك الأصابع بالإمكان العام وقت الكتابة، وإلى هذا المعنى أشرت بقولي وقد يستأنس الخ.

(ص) وأما إثباتها بالدليل العقلي المشهور، وهو أن مصحح الرؤية الوجود فضعيف لأن الوجود عين الوجود فلا يصح أن يكون علة.

(ش) تقرير الاستدلال بالوجود على ما حرره ابن التلمساني أن يقال: البارئ تعالى موجود وكل موجود يصح أن يرى ينتج البارئ يصح ودليل الصغرى ظاهر. وأما دليل الكبرى وهو أن موجود يصح أن يرى فلأن صحة الرؤية موقوفة على مصحح وإلا لصح تعلقها بالمعدوم كالعلم، والرؤية تتعلق بالمختلفات بدليل تعلقها بالجوهر والعرض وهما مختلفان، فالمصحح

أي وحينئذ فلن ليست للتأييد كما قالوا وإلا لزم عدم مطابقة الجواب للسؤال (قوله إذ الأصل) أي القاعدة (قوله ولأن الجواب) عطف على قوله إذ الأصل (قوله بنقيض المسئول) أي بما يناقضه وينافيه، فالمراد النقيض اللغوي (قوله بوقت معين) هو الآن (قوله ولهذا) أي لأجل كون الأصل في المقيد بوقت أن يقيد نقيضه بذلك الوقت (قوله أن نقيض الوقتية) أي المطلقة لأنها هي التي يؤخذ في نقيضها وقتها المعين بخلاف الوقتية الغير المطلقة، وهي المقيدة باللادوام كقولك بالضرورة كل كاتب متحرك الأصابع وقت الكتابة لا دائما فلا يؤخذ في نقيضها وقتها المعين بل يقال أما ليس بعض الكاتب متحرك الأصابع بالإمكان العام، وأما بعض الكاتب متحرك الأصابع دائما (قوله وأما إثباتها) أي إثبات جوازها: أي الرؤية فالضمير عائد على الرؤية على حذف مضاف (قوله المشهور) وصف كاشف لا للاحتراز (قوله وهو) أي الدليل وهو في الحقيقة دليل الكبرى كما سيتضح من عبارته في الشارح (قوله أن الخ) أي أن الوجود علة في صحة الرؤية: أي جوازها (قوله فلا يصح أن يكون علة) أي لرؤيته تعالى لأن القاعدة في العلة أن تكون وصفا قائما بمحل الحكم لا أنها محل الحكم (قوله تقرير الاستدلال) أي على صحة رؤيته تعالى (قوله تعالى) أي مما مر ّ أول الكتاب من برهان وجوب وجوده تعالى (قوله وأما الكبرى الخ) أي وأما صحة الكبرى فثابتة لأن صحة الرؤية الخ، وفي بعض النسخ: وأما دليل الكبرى (قوله فلأن صحة الرؤية الخ) المراد بالصحة الجواز، والمراد بالرؤية الرؤية العقلية وهي كون الشيء مرئيا لا الصفة بمعنى البصر (قوله موقوفة على مصحح) أي لأنها حكم ثبوتي وكل حكم ثبوتي لا بدّله من مصحح: أي علة تصححه ... (قوله وإلا) أي وإلا تكن موقوفة على مصحح لصح الخ لكن التالي باطل فبطل المقدم وهو عدم توقفها على مصحح فثبت نقيضه وهو توقفها وهو المطلوب (قوله لصح الخ) أي لأن نسبة الرؤية إلى المعدوم كنسبتها للموجود وضمير تعلقها لكن بمعنى الصفة لا بالمعنى السابق: أي كون الشيء مرئيا ففي الكلام استخدام (قوله والرؤية) أي البصر والواو للحال (قوله بدليل الخ) أي عند أهل السنة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام