فهرس الكتاب
الصفحة 371 من 517

فإن كان الأوّل لزم وقوع أثر واحد من مؤثرين وهو محال، وإن كان الثاني فارتفاع الجسم قد حصل بأحدهما ولزم أن يكون الزائد لا فائدة له. وبالجملة فالخروج عن الحق وتحكيم الأوهام والخيالات يؤدي إلى أنواع من الحيرة والفساد لا حصر لها، والله الهادي من يشاء إلى صراط مستقيم.

(ص) فصل: ويجوز في حقه تعالى أن يرى بالأبصار على ما يليق به جل وعلا لا في جهة ولا في مقابلة لقوله تعالى - إلى ربها ناظرة - ولسؤال موسى كليمه عليه السلام لها، إذ لو كانت مستحيلة ما جهل أمرها، ولإجماع السلف الصالح قبل ظهور البدع على ابتهالهم إلى الله تعالى وطلبهم النظر إلى وجهه الكريم. ولحديث «سترون ربكم» ونحو ذلك مما ورد، والظواهر إذا كثرت في شيء أفادت القطع به.

(ش) لما فرغ من ذكر ما يجب

الذي هو أثر عمرو وهذا أثر فيه رفعا وهذا أثر فيه رفعا آخر (قوله فإن كان الأوّل الخ) قد يقال إن الجماعة المذكورة منزلة منزلة العلة المركبة فالحمل متولد عن جميع الحاملين والهيئة الاجتماعية لها دخل في حصول المقصود بواحد، وحينئذ فلا يلزم ما ذكره الشارح (قوله بأحدهما) أي الحاملين (قوله ولزم) الأولى فلزم (قوله الزائد) أي من أحدهما (قوله وتحكيم الخ) المراد بتحكيمها الجري على مقتضاها.

فصل

(قوله ويجوز الخ) شروع في الجائزات بعد الفراغ من الواجبات والمستحيلات، والمراد بالجواز الجواز العقلي والشرعي والجواز أعم من الوقوع، وقوله: في حقه: أي لجانبه بمعنى ذاته (قوله أن يرى) أي يراه الخلق بأبصارهم الحادثة: أي سواء كان الرائي مسما أو كافرا لأن الكلام في الجواز (قوله على الخ) أي على الوجه الذي يليق به جل وعلا (قوله لا في جهة الخ) توضيح لما يليق به (قوله ولا في مقابلة) أي بحيث يكون الرائي مقابلا له وهذا داخل في قوله لا في جهة لأن الرؤية للشيء في جهة تستلزم مقابلته وبالعكس، وإنما ذكره اهتماما به (قوله إلى ربها ناظرة) أي ووقوع النظر يستدعي جوازه فدلالة الآية المذكورة على المدعى باعتبار اللزوم (قوله ولسؤال موسى الخ) كما يشير لذلك قوله تعالى - رب أرني أنظر إليك - (قوله إذ لو كانت الخ) أراد بعدم الجهل العلم وكأنه يقول لو كانت مستحيلة لعلم أمرها: أي لعلم أنها مستحيلة لكنه لم يعلم أنها مستحيلة ينتج أنها ليست مستحيلة وهو المطلوب، وبيان الملازمة أنه لا يجهل ما هو مستحيل، ودليل الاستثنائية أنه لو علم استحالتها ما سألها لكنه سألها ينتج أنه لو لم يعلم باستحالتها وهو المطلوب (قوله على ابتهالهم) أي رغبتهم، والمراد على طلبهم النظر على وجه الرغبة (قوله سترون ربكم) هذا ظاهر في الرؤية لا نص فيها لاحتمال أن المعنى سترون ثواب ربكم (قولكم ونحو ذلك) أي مما ورد من طرف الشرع أو من الأحاديث، والأوّل أفيد والثاني أقرب، وكلام الشارح يقتضي أن المراد الأول (قوله ما يجب) أي تفصيلا وهو ما ثبت

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام