حوضين قبل وبعد. وأما تطاير الصحف فمشهور أيضا، واختلفوا فيمن ينفذ فيه الوعيد من عصاة المؤمنين هل يأخذ كتابه بيمينه أو هو موقوف وهو أقرب والله أعلم.
بيان أن الأحكام الشرعية إنما تتلقى من الكتاب والسنة واجماع الأمة وقياس الأئمة
واتباع السلف الصالح واقتفاء آثارهم
(ص) واعلم أن أصول الأحكام التي منها نتلقى: الكتاب والسنة واجماع الأمة وقياس الأئمة واتباع السلف الصالح واقتضاء آثارهم نجاة لمن تمسك به، وأفضل الناس بعد نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر، ومختار مالك الوقف فيما بين عثمان وعلي ّ رضي الله عنهما وعمن قبلهما، والصحابة رضي الله عنهم كلهم أئمة عدول بأيهم اقتديتم نفعنا الله بحبهم وأماتنا على سنتهم، وحشرنا في زمرتهم آمين يا رب العالمين، فهذه عقيدة أهل التوحيد المخرجة بفضل الله من ظلمات الجهل والتقليد، المرغمة بعون الله أنف كل مبتدع عنيد، نسأله سبحانه أن ينفع بها بفضله ويشرح بها صدر كل ّ من يسعى في تحصيلها
للطائفة الأولى من الناس، وقوله: الأوّل وصف كاشف (قوله حوضين الخ) وهل الحوض خاص به صلى الله عليه وسلم أو لكل ّ نبي حوض ترده أمته أو لكل ّ نبي حوض ما عدا صالحا فحوضه ضرع ناقته أقوال ثلاثة (قوله واختلفوا الخ) أما المؤمن الطائع فيأخذ كتابه بيمينه وأما الكافر فبشماله بلا نزاع في ذلك (قوله هل الخ) وقيل بيساره أو هو موقوف أي لا يعين فيه شيء (قوله وهو أقرب) أي لأن هذه المباحث لا تدرك بالقياس فاذا لم يرد نص تعين الوقف (قوله أن أصول الأحكام) المراد بالأصول الأدلة، والمراد بالأحكام الوجوب والندب والاباحة والكراهة والتحريم (قوله واتباع الخ) مبتدأ خبره قوله نجاة وعطف اقتفاء على ما قبله مرادف فلذا لم يقل نجاتان (قوله آثارهم) جمع أثر وهو ما نقل عنهم (قوله وأفضل الخ) مسألة اعتقادية فكان المناسب تقديمها على قوله. واعلم الخ لكنه قصد ختم كتابه بمسألة الصحابة رضي الله عنهم ليكون من باب ختامه مسك (قوله بعد نبينا) أي وبعد الأنبياء أيضا (قوله وعمن قبلهما) أي من أبي بكر وعمر (قوله عدول) أي من لابس الفتنة ومن لم يلابسها ... (قوله نفعنا الله بحبهم) أي بسببه، والمراد بالنفع ما يشمل التوفيق في دار الدنيا للطاعات وحصول الثواب في الآخرة (قوله في زمرتهم) الزمرة الحزب والجماعة واضافتها بيانية ... (قوله آمين) اسم فعل أمر بمعنى استجب ولم يبن على السكون لسكون ما قبل آخره وخصت الحركة بالفتح لخفتها (قوله فهذه عقيدة الخ) الاشارة للمؤلف، وأشار المصنف بذلك لبيان اسم ذلك المؤلف وما شاع من تلقيبه بالكبرى فليس من وضع المصنف ولتضمنه معتقد أهل الإيمان لقبها المصنف بعقيدة أهل التوحيد والمراد بأهل التوحيد المؤمنون ثم أتبع المصنف لقبها بأوصاف تظهر عظم شأنها فقال المخرجة الخ (قوله المخرجة الخ) أي لأجل ما انطوت عليه من العقائد المصحوبة ببراهينها واضافة ظلمات للجهل من إضافة المشبه به للمشبه (قوله والتقليد) عطف خاص على عام (قوله المرغمة) اسم فاعل من الارغام وهو الالصاق بالتراب: أي الملصقة لأنف كل ّ مبتدع في التراب: أي المذلة له بسبب انقطاع حجته (قوله بعون الله) أي بإعانته (قوله عنيد) أي مخالف لأهل السنة (قوله أن ينفع بها) أي جميع المسلمين أو أحباءه أو تلامذته (قوله ويشرح بها) أي بسببها