فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 517

ويسهل المشرع إلى ما عذب من مواردها. فأجبته إلى ذلك طالبا من المولى الكريم حسن المعونة. والتسديد للصواب في الظواهر والبواطن التي هي عن كثير من العلل غير مصونة. وسميته «عمدة أهل التوفيق والتسديد. في شرح عقيدة أهل التوحيد» والله تعالى أسأل أن ينفع به وبأصله. ويمن على من سعى في تحصيلها بنيل مراتب أهل العرفان والفوز بكمال الدارين بحوله وطوله. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد أفضل العالم بعضه وكله.

(ص) الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وامام المرسلين. ورضى الله عن أصحاب رسول الله أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اعلم

أي يكمل المقصود منها الذي هو المعاني (قوله المشرع) أي الشروع: أي التوجه (قوله إلى ما الخ) أي إلى ادراك معان عذبت: أي شبيهة بالماء العذب، وقوله: من مواردها من بيانية والمورد مكان الورود، أريد به نفس الماء لعلاقة المجاورة. ثم أريد بالماء المعاني بجامع ان كلا به الحياة، وحينئذ فالمعنى: ويسهل التوجه إلى الادراك المتعلق بالمعاني الحلوة (قوله إلى ذلك) أي مطلوبه المستفاد من قوله: طلب مني (قوله طالبا) حال من فاعل أجبته (قوله حسن المعونة) أي المعونة الحسنة: أي التي لم تشب بمشقة (قوله والتسديد) أي التوفيق (قوله الظواهر) أي الجوارح الظاهرة كاللسان. وقوله: والبواطن: أي كالقلب وعبر بالجمع نظرا له ولإخوانه (قوله التي هي) أي البواطن (قوله عن كثير) متعلق بمصونة (قوله من العلل) أي الأمراض الباطنية كالحقد والرياء والعجب والحسد (قوله والتسديد) عطف مرادف (قوله في شرح) متعلق بعمدة: أي ايضاح (قوله وبأصله) أي المتن (قوله في تحصيلهما) أي المتن والشرح (قوله بنيل) أي تحصيل (قوله مراتب أهل العرفان) أي المعرفة من الكمالات المعنوية كالعلوم والحسية كالدرجات في الجنة (قوله والفوز) عطف على نيل (قوله بكمال الدارين) أي بالأشياء الكاملة في الدنيا من امتثال الأوامر واجتناب النواهي والاستقامة ظاهرا وباطنا على الدوام، وفي الآخرة من المنازل والدرجات والنظر لوجه الله (قوله بحوله) متعلق بيمن ّ: أي بقدرته، وقوله: وطوله: أي احسانه، ويطلق أيضا على القدرة وكل ّ صحيح هنا (قوله العالم) هو ما سوى الله (قوله بعضه) أي جزئه (قوله العالمين) من العلامة بمعنى الدليل لأنه دليل على وجوده تعالى، أو من العلم لأنه يفيد العلم بوجوده تعالى، ففي ذكره براعة استهلال لأنه يشير إلى كتابه هذا يبحث عن الدليل الموصل للعلم بوجوده تعالى (قوله سيدنا) أي جميع المخلوقات، والسيد هو الذي يفزع اليه عند الشدائد، وقدمه على مولانا: أي ناصرنا لأن الفزع مقدم على النصر (قوله محمد) الأولى قراءته بالرفع خبرا لمحذوف ليكون اسمه صلى الله عليه وسلم عمدة كذاته (قوله خاتم) بكسر

التاء: أي متمم، وبفتحها: أي محسن (قوله وامام المرسلين) أي المقدم عليهم فعلى غيرهم بالأولى (قوله أصحاب رسول الله) أظهر مع أن المحل للضمير تلذذا باسمه تعالى (قوله ومن تبعهم) أي التابعين (قوله إلى يوم الدين) راجع لعموم من: أي ومن تبعهم طائفة بعد طائفة وهكذا إلى يوم الدين: أي قربه (قوله بإحسان) الباء للملابسة، والمراد بالإحسان أصل الايمان المنجي فيشمل العصاة (قوله اعلم)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام