فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 517

شرح الله صدري وصدرك ويسر لنا لنيل الكمال في الدارين أمري وأمرك: أن أوّل ما يجب قبل كل شيء على من بلغ أن يعمل فكره فيما يوصله إلى العلم بمعبوده من البراهين القاطعة والأدلة الساطعة إلا أن يكون حصل له العلم بذلك قبل البلوغ فليشتغل بعده بالأهم ّ فالأهم.

(ش) الكلام فيما يتعلق بالحمد والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم شهير فلا نطيل به ولا يخفى هنا حسن مناسبة الدعاء بشرح الصدر الذي هو تهيئته لقبول المعارف.

خطاب لكل مكلف أو لكل مطلع على هذا التأليف، وإن كان أصل الخطاب أن يكون لمعين ... (قوله شرح الخ) المراد بالصدر القلب بمعنى النفس، والمراد بشرحها توسيعها وتهيئتها وجعلها مستعدة لقبول المعاني والمعارف بإزالة الرعونات منها (قوله ويسر) أي سهل (قوله في الدارين) متعلق بالكمال أو بنيل (قوله أمرّي) أي حالي: أي الأسباب المحصلة لنيل الكمال من إرادة الطاعات والقدرة عليها (قوله أن أول ما يجب) معمول لقوله اعلم: أي أن ّ أوّل الأشياء الواجبة بعد التكليف إعمال الفكر الخ، وقوله: قبل كل شيء: أي قبل مزاولة كل شيء من أكل وشرب وصلاة وغير ذلك، وأفاد بقوله قبل كل شيء أن وجوب هذا الأمر فوري ّ، قيل أن وجوب النظر وجوب الأصول فتاركه كافر، وهو ما مشى عليه المصنف هنا، وقيل وجوب الفروع فيثاب عليه ويعاقب على تركه والمقلد ايمانه صحيح (قوله على من بلغ) أي وعقل (قوله فكره) أي قوّته المفكرة (قوله فيما الخ) أي في تحصيل الدليل الذي يوصله الخ، لأن الانسان اوّلا يعمل فكره فيأتي بالصغرى ثم يعمله في الاتيان بالكبرى ثم بالترتيب وملاحظة اندراج الحدّ الأصغر في الأكبر، ثم إن في الكلام حذفا، والأصل فيما يوصله إلى العلم بمعبوده والتصديق به هذا، ويصح إرادة الدليل الأصوليّ وهو مفرد كالعالم وإعمال الفكر بالنظر إلى جهته كالحدوث وجلها (1) عليه نحو العالم حادث ثم جعلها موضوعا ويحمل عليه المطلوب نحو وكل حادث لا بدّله من صانع (قوله القاطعة) أي المقطوع بها: أي بمقدماتها ووصف البراهين بالقاطعة كاشف ٌ (قوله الساطعة) أي المرتفعة، والمراد لازم الارتفاع وهو الظهور: أي الظاهرة التي لإخفاء فيها (قوله إلا أن يكون الخ) فلا يجب عليه أن يشغل فكره بعد ذلك فيما يوصله بل يشتغل الخ، وقوله: حصل: أي قبل البلوغ، قوله: بذلك: أي بمعبوده (قوله بالأهم) أي بالنسبة لذلك المكلف فالأهم: أي وهكذا فاذا بلغ في وقت الصلاة فالأهم به تعلم ما يتعلق بها من طهارة وغيرها، وإذا بلغ في وقت الصوم فالأهم في حقه تعلم ما يتعلق به وهكذا (قوله بالحمد الخ) أي والترضي ومعنى الاتباع (قوله فلا نطيل به) أي فلا نذكره حتى نطيل بذكره (قوله شهير) أي مشهور (قوله ولا يخفى) الخ وجه المناسبة أن هذا الفن ّ يبحث عن أحوال ذات الاله وأحوال ذات الاله غير مألوفة المصدر فيضيق عن تحملها لأن الوهم ينازع فيها ويريد أن يثبت لله ما هو مألوف له من التجسمات

والتشكيلات والتغيرات ونحو ذلك فدعا بشرح الصدر لأجل أن يتحمل ما يثبت لله تعالى، وإن كان تصدير الكتب بهذا الدعاء غير معهود للمصنفين (قوله حسن مناسبة الدعاء) أي المناسبة الحسنة والوصف كاشف (قوله الذي الخ) لا التوسيع الحسي ّ (قوله لقبول المعارف) أي العلوم

(1) قوله: وحملها: أي الجهة. وقوله: عليه: أي العالم اهـ منه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام