الكلام على أوّل واجب شرعي وذكر الخلاف فيه
وفهمها وإزالة ضيقها عن حمل ذلك وحرجها قوله) إن أوّل ما يجب: أي شرعا، وانما لم أقيده بذلك كما وقع في الارشاد وغيره لعدم اختصاص القيد بهذا الواجب بل الاحكام كلها إنما تثبت عند أهل السنة بالشرع وحكمت المعتزلة فيها العقل وسيأتي إن شاء الله تعالى الرد في محله إلا أنهم خصوا هذا الموضع باعتراض، وهو أن قالوا لو لم يجب النظر عقلا للزم اقحام الرسل، وبيان الملازمة أن المكلف
كالعلم بوجود الله والعلم بقدمه (قوله وفهمها) عطف على قبول: أي تهيئته لفهم المعارف بمعنى المعلومات على الاستخدام (قوله وإزالة) عطف سبب على التهيئة (قوله وإزالة ضيقها الخ) أتت مع أن المرجع وهو الصدر مذكر مراعاة لكونه بمعنى اللطيفة الرّبانية (قوله عن حمل ذلك) أي القبول والفهم: أي والمراد بحمله الاتصاف به وعبر عنه إشارة الى نقل ذلك عليه، والحرج أشد ّ الضيق فهو من عطف الخاص، والمراد هنا بالضيق الرعونات البشرية المانعة من ادراك المعارف (قوله كما وقع في الارشاد الخ) راجع للمنفي، والارشاد كتاب لإمام الحرمين في الأصول الفقهية والدينية (قوله بهذا الواجب) الأنسب بهذا الحكم (قوله بل الأحكام كلها الخ) سواء كانت إيجابا أو ندبا أو تحريما أو كراهة إنما تثبت الخ والباء داخلة على المقصور عليه: أي أن هذا القيد ليس مخصصا بهذا الواجب بل يتعداه لغيره (قوله بالشرع) أي النبي صلى الله عليه وسلم والباء بمعنى من متعلقة بتثبت بمعنى تعلم، ويصح أن يراد بالشرع الألفاظ الواردة كالقرآن وغيره (قوله وحكمت المعتزلة فيها) أي في الأحكام سائرها العقل: أي جعلت العقل حاكما بها: أي مدركا لها بنفسه والشرع مؤكد (قوله في محله) أي محل الرد عليهم في ذلك وهو مبحث التحسين والتقبيح العقليين (قوله الا أنهم) أي المعتزلة خصوا هذا الوضع: أي موضع وجوب النظر الذي هو مبني الأحكام الأصلية والفرعية باعتراض: أي ولم يذكروه فيما يأتي وهذا استدراك على ما يتوهم من قوله: وسيأتي الخ فإنه يوهم أنهم لم يذكروا هنا شيئا فدفع ذلك بقوله الا أنهم الخ (قوله لو لم يجب الخ) هذا قياس استثنائيّ حذفوا فيه الاستثنائية مع دليلها والنتيجة، ولما كانت هذه الملازمة ليست بينة بينوها بقولهم وبيان الملازمة الخ وهذا الدليل الذي أقاموه من قبيل دليل الخلف المثبت للمطلوب بابطال نقيضه وتقريره أن يقال لو لم يجب النظر عقلا للزم اقحام الرسل: أي عجزهم عن اثبات نبوّتهم في مقام المناظرة لكن التالي باطل لما يلزم عليه من عدم الفائدة في البعثة وإذا بطل التالي فالمقدم وهو لم يجب النظر عقلا مثله واذا بطل لم يجب النظر عقلا الذي هو المقدم ثبت نقيضه وهو يجب النظر عقلا وهو المطلوب (قوله وبيان الملازمة) أي بيان أنه يلزم من انتقاء الوجوب العقلي اقحام الرسل (قوله أن المكلف الخ) توضيحه أن المكلف لو وجب عليه النظر شرعا، وقال له الرسول: يجب عليك شرعا أن تنظر في معجزتي لتعلم صدق دعواي
وتنظر في جميع ما يتوقف عليه ثبوت الصانع لتعلمه وتعلم صفاته لقال المكلف المرسل اليه لا أنظر حتى يجب علي ّ النظر: أي حتى يثبت وجوبه عليّ وأكلف به إذ الوجوب شرعي والشرع لم يثبت عندي علي ّ النظر حتى أعلم بوجوبه ولا أعلم وجوبه حتى أنظر فآل الأمر إلى أن النظر موقوف على النظر بواسطة أن النظر