فهرس الكتاب
الصفحة 501 من 517

أن يكون الميت حال مشاهدتنا له، والقبر حال نظرنا إليه على غير الحالة التي نشاهدها ولم نشعر بشيء مما هناك، والأمر بيد الله تعالى يظهر ما يشاء ويحجب ما يشاء.

نسأله سبحانه أن يجعلنا ممن آمن به وبملائكته وكتبه ورسله، ويختم لنا بخواتم السعداء، ويؤمن روعتنا في الدنيا والآخرة.

بيان أن ما أخبر الشرع به وكان ظاهره مستحيلا عند العقل فانا نصرفه عن ظاهره

المستحيل

(ص) ولا يقدح فيه مشاهدتنا للميت على نحو ما وضع في قبره لأن في الموت وما بعده خوارق عادات أخبر بها الشرع وهي جائزة، فوجب الإيمان بها على ظاهرها.

(ش) يعني ولا يقدح في الإيمان بعذاب القبر والإحياء فيه والسؤال، ولا يقدح في حمله على ظاهره مشاهدتنا الخ، وقد سبق شرح هذا المعنى قريبا من هذا النص وبالله التوفيق.

(ص) وأما ما استحال ظاهره نحو - على العرش استوى - فانا نصرفه عن ظاهره اتفاقا، ثم ان كان له تأويل واحد تعين الحمل عليه، وإلا وجب التفويض مع التنزيه، وهو مذهب الأقدمين خلافا لإمام الحرمين.

(ش) لما ذكر أن ما يجوزه العقل إذا أخبر الشرع بوقوعه يجب أن يؤمن به على ظاهره، ولا يجوز تأويله، والتعرض لتأويله بدعة ذكر ما أخبر الشرع به، وكان ظاهره مستحيلا عند العقل، فانا نصرفه عن ظاهره المستحيل، لأنا نعلم قطعا أن الشرع لا يخبر بوقوع مالا يمكن وقوعه ولو كذبنا العقل في هذا، وعملنا بظاهر النقل المستحيل لأدّى ذلك إلى انهدام النقل أيضا، لأن العقل أصل

والمراد به هنا المدّة التي بين موت الإنسان وبعثه وذلك عند النفخة الثانية وهذا هو البرزخ باعتبار الزمان، وأما باعتبار المكان فهو من القبر لأعلى عليين وتعمره أرواح السعداء ومن القبر إلى سجين تحت الأرض السابعة وتعمره أرواح الأشقياء (قوله ولا يقدح فيه) أي في الإيمان بعذاب القبر وسؤاله هذا ما يقتضيه السياق أو أن الضمير عائد على المذكور من عذاب القبر وسؤاله وهو القريب ووجه القدح عندهم هو أن من حل ّ به العذاب لا يبقى على حاله قبل ذلك كما هو مشاهد (قوله على نحو ما وضع الخ) الأحسن إسقاط لفظة نحو ومصدوق ما الحال والعائد على ما محذوف: أي على الحال الذي وضع عليه في قبره (قوله أخبر بها) أي بوقوعها (قوله وهي جائزة) أي عقلا فما جاء من تعذيب الميت وحياته صحيح مع مشاهدتنا له على حاله (قوله في حمله) أي المذكور من العذاب والاحياء والسؤال (قوله هذا المعنى) أي الذي جرى عليه في المتن وشرحه الذي سبق وهو المفاد بقوله والبرزخ الخ (قوله وأما ما استحال) أي عقلا والحال أن الشارع أخبر بوقوعه فهذا تعرض لمفهوم قوله وهي جائزة لكن لا باعتبار خصوص ما جرى عليه المقام الذي هو خوارق عادات في الموت وما بعده (قوله فانا) أي معشر أهل السنة (قوله اتفاقا) أي من السلف والخلف (قوله وإلا الخ) أي وإلا بأن كان له تآويل متعددة ومعاني متعددة (قوله وجب التفويض) أي تفويض الأمر إلى الله تعالى في تعيين واحد من تلك التآويل ولا نعين واحدا منها (قوله خلافا لإمام الحرمين) أي فأنه يعين الحمل على واحد منها ليندفع الالتباس على العوام (قوله والتعرض لتأويله بدعة)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام