فهرس الكتاب
الصفحة 500 من 517

سعادتهم وشقاوتهم، وكذا المعصومون من الذنوب ويكون تعريفا بسعادتهم. وقيل في قوله تعالى - ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين - أن احدى الحياتين حياة القبر، وأورد عليه أنه يلزم أن تكون ثلاثا. وأجيب بأن نفي الثلاثة إنما هو بطريق المفهوم وهو ضعيف فيسقط لمعارضة القاطع ويحتمل أنه إنما خص الحياتين بالذكر لأنهما اللتان أنكروهما بعد الموت. أما الحياة الأولى فمحسومة فلا يحتاج إلى النص عليها، فان تمسكوا بقوله تعالى - لا يذقون فيها الموت إلا الموتة الأولى - قلنا المنفي أن يذوقوا في الجنة غصص الموت التي لم تثبت إلا الأولى، فمن ثم خصت بالذكر وإن تمسكوا بقوله تعالى - إنك لا تسمع الموتى - قلنا المراد ما داموا موتى. فان قالوا نحن نرى من ندفنه على حاله ونعلم بالضرورة كونه ميتا. قلنا هذا يؤذن من قائله بعدم طمأنينته إلى الإيمان، وهو بمثابة استبعاد الكفرة حشر العظام البالية، ومن يسلم اختصاص الرسل برؤية الملك دون القوم وتعاقب الملائكة فينا، وقوله تعالى في ابليس وجنوده - إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم - لا يشك في التصديق بذلك، كيف والنائم يدرك أحوالا من السرور والغموم والآلام من نفسه، ونحن لا نشاهد ذلك منه، والبرزخ أوّل منزل من منازل الآخرة وفيه تغيير العادات وحرقها فيصح

صغيرا (قوله سعادتهم) أي سعادة أنفسهم وأنهم من أهل الجنة (قوله وكذلك المعصومون) أي الأنبياء ففي سؤالهم خلاف والمعتمد أنهم لا يسألون وكذلك الأطفال (قوله ويكون) أي سؤالهم واجابتهم، وقوله: تعريفا: أي للملائكة أو لأنفسهم (قوله ان إحدى الحياتين حياة القبر) أي فهذه الآية عند هذا القائل تدل ّ على حياة الميت في قبره (قوله وأورد عليه) أي على القائل ان إحدى الحياتين حياة القبر (قوله يلزم عليه أن تكون ثلاثا) لأن الحياة في القبر حينئذ تنضم إليها الحياة في الدنيا والحياة يوم الجزاء وهو باطل لأن الآية دلت على أنهما ثنتان (قوله لمعارضة القاطع) أي وهو منطرق الحديث الدال ّ على أن الحياة ثلاث (قوله إنما خص ّ الحياتين) أي الأخيرتين (قوله ويحتمل الخ) هذا جواب ثان عن الآية (قوله فان تمسكوا) أي المعتزلة المنكرون للحياة في القبر والسؤال فيه (قوله لا يذوقون الخ) أي لا يذوقون في الجنة الموت لكن ذاقوا الموتة الأولى في دار الدنيا، فلو كان في القبر حياة لزم موتنا مرتين لكن التالي باطل لأن الله تعالى قال - إلا الموتة الأولى - (قوله التي لم تثبت إلا للأولى) أي وهذا لا ينافي حصول الموت في القبر لكنه خال عن الغصص لأنه زال الاشتباك بين الروح والبدن بالموتة الأولى، وذلك هو سبب الألم في خروج الروح ففي القبر تدخل الروح وتخرج من غير ألم في ذلك (قوله إنك لا تسمع الموتى) أي فلو ردّت الحياة لهم وصاروا أحياء لسمعوا (قوله ما داموا موتى) أي فلا ينافي أن الحياة إذا ردت إليهم يسمعون كلامه (قوله فان قالوا) أي النافون لإحياء الموتى وهم المعتزلة في المقام (قوله هذا يؤذن الخ) أي ان صدور هذا السؤال من هذا السائل بعد أن سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن الخ. وأنت خبير بأن هذا لا يحسن جوابا والمناسب أن لو أحال جوابه على ما يأتي وهو قوله ولا يقدح الخ (قوله ومن يسلم الخ) مبتدأ خبره قوله لا يشك الخ (قوله وتعاقب) أي ويسلم تعاقب (قوله وقوله) أي ويسلم قوله (قوله بذلك) أي بإحياء الموتى في القبور (قوله والبرزخ الخ) هو لغة الحاجز،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام