أو يستحيل، فلهذا لو اتصف جل وعلا بشيء مما سبق للزم مماثلته أوأعراضها، وذلك يستلزم أن يساويها فيما يجب لها من الحدوث، وقد سبق وجوب قدمه وبقائه، وهذا معنى قولي: فيجب له ما وجب لها، وذلك يقدح الخ، والاستدلال على هذا المطلب بالقياس الاقتراني ينتظم من الشكل الثاني، فنقول: الله جل وعلا ليس بحادث وكل متصف بواحد من تلك الأمور المذكورة فهو حادث، فينتج: الله جل وعلا ليس بمتصف بواحد من تلك الأمور المذكورة، هذا إن أتيت بالدليل مجملا لجميعها، وإن فصلته لكل واحد. قلت في الأوّل وهو استحالة أن يكون جرما: الله جل وعلا ليس بحادث وكل جرم فهو حادث، فينتج الله جل وعلا ليس بجرم. ثم امض على ذلك إلى آخرها (قوله: بل وكل وصف من أوصاف ألوهيته) يعني كوجوب الوحدانية له ووجوب نفوذ قدرته وارادته في كل ممكن ووجوب احاطة علمه بكل معلوم ونحو ذلك، لأن هذه الأوصاف لا تجب للحوادث فكذا لا تجب لما ماثلها.
(ص) فصل: ويجب لهذا الصانع أن يكون قادرا وإلا لما أوجدك.
(ش) تقرير البرهان أشار إليه بالقياس الاقتراني
يفهم بالالتزام مما مر (قوله أو يستحيل) المناسب الواو (قوله بشيء مما سبق) أي من كونه جرما أو قائما به الخ (قوله على هذا المطلب) أي مطلب تنزهه تعالى عن كونه جرما أو قائما به الخ (قوله بالقياس الاقتراني) أي كما يكون بالقياس الاستثنائي أيضا كما هو المفاد من المتن، والاستثنائي ما ذكرت فيه النتيجة بالفعل أو نقيضها، والاقتراني مالم تذكر فيه كذلك ... (قوله بواحد) أي بكونه واحدا (قوله مجملا) بكسر الميم حال من فاعل أثبت: أي حال كونك مجملا في الاستدلال (قوله ثم امض على ذلك) بأن تقول في الاستدلال على استحالة قيامه بالجرم: الله ليس بحادث وكل قائم بالجرم حادث فالله ليس بقائم بالجرم، وعلى استحالة الجهة: الله ليس بحادث وكل من كان في جهة أو له جهة أو محاذيا للجرم أو مرتسما في خياله حادث فالله ليس في جهة ولا له جهة ولا محاذيا للجرم ولا مرتسما في خياله (قوله من أوصاف ألوهيته) أي من الأوصاف التي تضمنتها ألوهيته لأن الألوهية من الصفات الجامعة كالعظمة والكبرياء فاندفع ما يقال أن وجوب الوحدانية وما معها أوصاف لذاته لا لألوهيته (قوله نفوذ) أي تعلق بالفعل أو الصلاحية (قوله فكذا لا تجب لما ماثلها) أي فلو كان الله مماثلا للحوادث لم تجب له تلك الصفات لكن التالي باطل فكذا المقدم فثبت نقيضه.
فصل
(قوله ويجب لهذا الصانع الخ) استعمال اسم الاشارة في الذات العلية مع أنها غير محسوسة بالبصر مجاز ثم إن هذا شروع في ذكر الصفات المعنوية وتقديم الصفات السلبية عليها لكونها من باب التخلية بالخاء المعجمة وهذه من باب التحلية بالحاء المهملة وأخر الوحدانية عن أخواتها لأنه يوصف بها كل صفة من صفاته تعالى كما توصف بها ذاته، وقدّمها على صفات المعاني للاتفاق عليها (قوله أن يكون قادرا) أي الكون قادرا (قوله تقرير البرهان الخ) المراد بالبرهان جنس