لأنه أسهل وأوفق، وإن كان الموافق للفظه إنما هو الاستثنائي وسنبينه آخرا عند شرح لفظه أن تقول: الله تعالى موجد بالاختيار، وكل موجد بالاختيار فهو قادر ينتج الله تعالى قادر، ودليل الصغرى يستبين بإبطال أن يكون فعله جل وعلا بطبيعة أو علة موجبة، وقد سبق برهان ذلك عند ذكر دليل حدوث العالم، وسنعيد قريبا برهان ذلك بأتم ّ مما سبق عند كلامنا على كونه تعالى مريدا. وأما الكبرى فواضحة، لأن الموجد بالاختيار هو الذي يصح منه الفعل بدلا عن الترك والترك بدلا عن الفعل، وهذا بعينه القادر، وإنما قيدنا الايجاد بالاختيار لأنه هو المستلزم للقدرة وسائر الصفات الآتية: أما الايجاد بالذات كإيجاد العلة والطبيعة لوصح فلا يستلزم أن تكون تلك العلة أو الطبيعة قادرة ولا مريدة ولا عالمة ولا حية، فالإيجاد بالاختيار لما حقق بالبراهين القاطعة سهل معه اتيان هذه الصفات سهولة لا يحتاج معها إلى كبير نظر ... (قوله: وإلا لما أوجدك) يعني الايجاد الذي سبق بيانه عند الاستدلال بالنفس، وهو الإيجاد بالاختيار، ونظم الدليل على لفظه أن تقول: لو لم يكن صانعك قادرا لما أوجدك، وبيان الملازمة أنه إذا لم يكن قادرا
البرهان، وقوله ك الذي أشار إليه: أي في المتن: أي إلى جزئي من جزئياته وهو الاستثنائي، وقوله: بالقياس الاقتراني متعلق بتقرير (قوله لأنه أسهل) أي في العمل علة لتقرير الكلي وهو جنس البرهان بهذا الجزئي وهو القياس الاقتراني دون الآخر وهو الاستثنائي الذي أشار إليه في المتن (قوله وأوفق) أي بالطبع لأنه ينتج المقصود مطابقة بخلاف الاستثنائي فإنه ينتج المقصود التزاما لأنه إذا بطل التالي يبطل المقدم فيثبت المطلوب بإبطال نقيضه (قوله أن تقول الخ) خبر تقرير، والأولى تقديمه على العلة لأجل عدم الفصل بين المبتدأ والخبر (قوله ينتج الخ) أي يثبت له كونه قادرا (قوله بطبيعة أو علة) بمعنى بذاته على أنها علة أو طبيعة في فعله (قوله موجبة) أي محصلة لمطبوعها أو معلولها لا بالاختيار (قوله ذلك) أي الابطال ... (قوله بأتم الخ) لأنه محله الأصلي، وذكره فيما مضى استطراد (قوله فواضحة) أي بعد ذكر الدليل المشار إليه بقوله لأن الموجد الخ (قوله بدلا عن الترك) ظاهره أن الترك ليس من أفراد الفعل وقيل إنه من أفراد الفعل لأنه الكف والامساك عن الفعل، وحينئذ فلا استبعاد في اسناده للفاعل المختار ولا يلزم من كونه مقدورا له أن يكون أثرا وجوديا (قوله وهذا) أي الذي يصح منه الفعل الخ والكلام على حذف مضاف: أي وما صدق هذا بعينه هو معنى القادر: أي ما صدقه إذ معنى القادر ذات ثبت لها القدرة (قوله للقدرة) المناسب للكون قادرا لأن الكلام في المعنوية لا المعاني (قوله وسائر الصفات الآتية) أي التي يتوقف عليها الفعل فيخرج السمع والبصر والكلام (قوله كإيجاد العلة والطبيعة) الكاف استقصائية لأن الفاعل إما بالاختيار أو بالعلة أو بالطبيعة (قوله فلا يستلزم الخ) بل هي غير قادرة الخ جزما لأن الخلق متى كان بالعلة أو الطبيعة انتفت القادرية وما معها رأسا، وإن كان قوله فلا يستلزم الخ صادقا بصحة ذلك لا على جهة اللزوم كما أنه صادق بعدم تلك الصحة لكن المراد الثاني كما علمت (قوله قادرة الخ) أي كونها قادرة الخ (قوله هذه الصفات) أي كونه قادرا ومريدا وعالما وحيا (قوله معها) أي تلك السهولة (قوله على لفظه) أي المتن المعلوم من المقام (قوله لو لم يكن الخ) قد اختصر الشارح في الدلي لو لم يكن صانعك قادرا لكان عاجزا لكن كونه عاجزا باطل إذ لو كان عاجزا لما أوجدك لكن التالي