ويعنون به مالا يتصوّر في العقل عدمه أما الضرورة كالتحيز للجوهر. وأما بالنظر كوجوده تعالى وثبوت صفات ذاته، ومنها لفظ المستحيل ويعنون به مالا يتصوّر في العقل وجوده أما ضرورة كوجود الضدّين في محل واحد وزمان واحد أو نظرا كوجود الشريك له جل وعلا ومنها لفظ الجائز ويعنون به مالا يلزم من تصوّر وجوده ولا عدمه محال لذاته إما بالضرورة كوجود زيد ونحوه، وأما بالنظر كالثواب للمطيعين والعقاب للكافرين واحترز بقوله: لذاته من صيرورة الجائز واجبا لأمر خارج عن ذاته وهو تعلق علم الله تعالى بوجوده كالجنة والنار أو مستحيلا لتعلق علم الله بعدم وقوعه كوجود الثواب للكافرين وحصول العقاب للمطيعين.
السكون وإن كان حصوله في ذلك الحيز مع حصول جرم آخر فإن كان بحيث لا يمكن أن يتخللهما ثالث فهو الاجتماع وإن كان بحيث يمكن أن يتخللهما ثالث فهو الافتراق (قوله مالا يتصوّر الخ) ما واقعة على شيء سواء كان ذاتا كذات الله أو صفة كالقدرة ككونه قادرا، والمراد بالتصورهنا التصديق ولا شك أن القدرة مثلا لا يصدّق العقل بعدمها وإن كان يتصوّره لأجل الحكم عليه بالاستحالة في نحو قدرة الله عدمها مستحيل واطلاق التصوّر على التصديق لا ضرر فيه لأنه يطلق على مقابل التصديق وعلى ما هو أعم أعني مطلق إدراك لكن يرد حينئذ أنه من استعمال الكلي في بعض جزئياته بدون قرينة وهذا غير سائغ في الحدود. واعلم أنه قيل أن أريد بالكلي نفس ذلك الجزئي كان مجازا فلا بد ّ له من قرينة معينة لذلك الجزئي، وقيل أن استعمال الكلي ّ في الجزئي حقيقة مطلقا سواء استعمل فيه من حيث تحقق الكلي ّ في ذلك الجزئي أو أريد بالكلي ّ نفس ذلك الجزئي ويكون من استعمال المشترك المعنوي في فرد من أفراده ولا بد ّ من قرينة معينة، ثم إن المراد بتصور العدم المنفي المصاحب لتحقيق النقيض ولا شك أن الصفات السلبية لا يصدق العقل بعدمها مع تحقيق النقيض وكذا يقال في الصفات المعنوية، وقوله: عدمه نائب فاعل يتصور أن قرئ بالبناء للمجهول أو فاعله إن قرئ بالبناء للفاعل بمعنى يمكن، وعلى الثاني لا حاجة لقوله في العقل لأن الواجب لا يمكن عدمه وجد عقل أم لا (قوله إما بالضرورة) أي بداهة العقل فلا يتوقف على نظر واستدلال والباء للملابسة: أي إما متلبس بالضرورة (قوله كالتحيز) هو أخذ الجوهر قدرا من الفرغ (قوله وجوده) أي تحققه فخرجت الصفات السلبية والمعنوية لأن العقل يصدق بتحقيق كل ّ لا بعدمه فهما ليسا من أفراد المستحيل (قوله الضدّين) كالبياض والسواد (قوله مالا يلزم الخ) أي مالا يلزم من التصديق بوجوده ولا من التصديق بعدم وجوده محال وهذا التعريف مبني على القول بنفي الأحوال أو أن المراد بالوجود الثبوت مجازا وارتكبه في التعريف لشهرته (قوله كوجود زيد) أي فإن عدم لزوم المحال لتصوّر وجوده ضروري (قوله ونحوه) يغني عنه الكاف (قوله كالجنة والنار) أي فإن وجودهما باعتبار تعلق علم الله به واجب لأنه يلزم من عدم
وجودهما محال وهو انقلاب العلم جهلا (قوله لتعلق الخ) فيه أن العلم بوجود الثواب للكافرين والعقاب للطائعين علم تصديقي: أي مشابه لعلمنا التصديقي ولم تتعلق به الإرادة فلا يتعلق به العلم فكان المناسب للشارح أن يقول لعدم تعلق علم الله بوجوده. وأما علم الله المشابه لعلمنا التصوّري فلا ينتفي أصلا لتعلقه بجميع أقسام الحكم العقلي ّ (قوله كوجود الثواب الخ) الأولى أن يمثل بعكس