فهرس الكتاب
الصفحة 218 من 517

تجرده عن المادّة أو بإضافة كتسميتهم له مبدأ أو بقضية مركبة من سلب واضافة كتسميتهم له جوادا، ومعناه أنه يعطي من غير بخل، وقد سلكت المعتزلة آثارهم بتغيير ما نعوذ بالله من الفتن المضلة والأهوال المردية، وأحيانا الله وأماتنا على اتباع السنة، وأنا لنا من عصمته وتوفيقه ما يكون لنا في الدنيا والآخرة جنة آمين يا رب ّ العالمين.

(ص) إما لتحقق تلازمهما في الشاهد. وأما لأنها لو ثبتت بالذات للزم أن تكون الذات قدرة ارادة علما. ثم كذلك ما بعدها لثبوت خاصية هذه الصفات لها، وكون الشيء الواحد ذاتا معنى محال لأنه يلزم أن يضاد وأن لا يضاد وأن يستلزم وجود محل وأن لا يستلزمه، وذلك جمع بين متنافيين وأن يكون الوجودان فأكثر وجودا واحدا على القول بنفي الأحوال، وأصل ذلك

بذلك فيلزم اتصافه بذلك لأن الكلام في الوصف لا في التسمية (قوله تجرده عن المادة) أي عن أجزاء تمتد الذات منها وتتركب ولا شك أن التجرد عن المادّة صفة سلبية (قوله أو بإضافة) عطف على سلب (قوله مبدأ) أي لكونه قام به المبدئية: أي كونه مبدأ للخلائق وأثر فيهم تأثير العلة في المعلول والمبدئية نسبة واضافة بين الخلائق والمولى (قوله أو بقضية مركبة) أراد بالقضية اللفظ دون المعنى المشهور (قوله أنه يعطي الخ) الاضافة الصدر لأن الاعطاء أمر اعتباري ونسبة يتوقف تعقلها على تعقل الغير والسلب العجز (قوله بتغيير ما) أي قليل وفيه أنهم خالفوهم في كثير فقد خالفوهم في اثبات المعنوية والاختيار وفي القول بقدم العالم وفي القول بتأثير العلة والطبيعة فلو قال الشارح وسلكت المعتزلة آثارهم في الجملة لكان أولى (قوله والأهواء المردية) أراد بها العقائد من الرداء وهو الهلاك (قوله جنة) بضم الجيم الوقاية من الفتن (قوله إما لتحقق الخ) علة لقوله سابقا يتعين أن تكون هذه الصفات السبع تلازمها معان تقوم بها، ولما كانت العلة متعدّدة ناسب ارتكاب أداة التفصيل وهي إما (قوله تلازمهما) أي المعاني والمعنوية (قوله في الشاهد) أي فالغائب كذلك (قوله لأنها) أي المعنوية (قوله للزم الخ) لكن التالي باطل فبطل المقدم فتعين أنها ثابتة بغير الذات بل بمعان زائدة على الذات وهو المطلوب (قوله لثبوت الخ) دليل للشرطية، والمراد بهذه الصفات صفات المعاني المفادة بقوله وأن تكون الذات قدرة الخ، والمراد بخاصية هذه الصفات أخص أوصافها فخاصة القدرة تأتي وجود الممكن بعد عدم وخاصة العلم الكشف به فاذا أثبتنا الخاصية للذات فيلزم إذا لم يكن للذات صفات زائدة عليها أن تكون هي بنفسها علما وقدرة وهكذا لأن من ثبت له خواص الشيء كان ذلك الشيء بعينه (قوله وكون الشيء الخ) المناسب وكون الذات قدرة الخ محال لأنه قال فيما سبق للزم أن تكون الخ (قوله وذلك) أي ما ذكر من كونه يضاد وأن لا يضاد وكونه يستلزم محلا وأن لا يستلزمه (قوله وأن يكون الوجودان الخ) يعني لو كانت الذات نفس القدرة الخ لصار وجود القدرة الخ هو بعينه وجود الذات، وقوله: فأكثر ناظر لوجود الذات مع وجود جميع الصفات (قوله على القول بنفي الأحوال) الأولى اسقاطه لأنه لو كانت الذات نفس القدرة لزم أن الوجودين وجود واحد سواء قلنا بنفي الأحوال أو ثبوتها (قوله وأصل ذلك) أي احالة كون الشيء الواحد ذاتا وصفة المسئلة المشهورة الخ. وحاصلها أن السواد الذي هو صفة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام