وهلك والعياذ بالله من سخط الله تعالى. وقوله إلى قول ثابت بالأدلة يشير إلى معنى قوله تعالى -يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة - قال ابن دهاق رحمه الله: لا معنى للتثبيت في الحياة إلا معرفة الحق ببرهان، والتثبيت في الآخرة لا معنى له إلا النطق على نحو ما كان يعرف، لأن العبد يبعث على نحو ما مات عليه، وقد قيل في معنى الآية غير هذا، والله الموفق. نسأله سبحانه أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن ينيلنا من مرتب أوليائه وأحبابه في حياتنا وبعد مماتنا المراتب الفاخرة.
(ص) ولا يغتر ّ المقلد ويستدل ّ على أنه الحق ّ بقوّة تصميمه وكثرة تعبده للنقض عليه بتصميم اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، ومن في معناهم تقليدا لأحبارهم وآبائهم الضالين المضلين.
(ش) يعني أن تصميم المقلد على الحق ّ وعدم رجوعه عنه ولو نشر بالمناشير، وكثرة عبادته لا يدل على أنه بصيرة من دينه، إذ ليس جزمه وتصميمه
أي إلى من لا يجيبه وهم الملائكة، ويحتمل أن المعنى إلى من لا يسمعه سماعا نافعا (قوله يشير) أي بقوله إلى قول ثابت بالأدلة لكن مع مراعاة معناه لأن قول المصنف إلى قول الخ وحده من غير التفات لمعناه لا يشير لمعنى الآية (قوله لا معنى للتثبيت) أي بالقول الثابت والكلام على حذف مضاف: أي لمتعلق التثبيت الذي هو صفة المولى وذلك المتعلق هو التثبيت (قوله إلا معرفة الحق) أي إلا وجود القول المصاحب لمعرفة الحق (قوله ببرهان) غير محتاج إليه لأن المعرفة هي الاعتقاد الجازم الناشئ عن الدليل (قوله إلا النطق الخ) بأن يقول الله ربي ومحمد رسوله (قوله وفي الآخرة) أي القبر (قوله ولا يغتر المقلد الخ) نفي بمعنى النهي وهذا شروع في دفع شبهة يأتي بها المقلد مستدلا بها على دعواه من أنه على الحق وتقريرها أنا مصمم بعقائد ديني لا أرجع عنها وكثير التعبد لله وكل من هو كذلك فهو على الحق فأنا على الحق (قوله ويستدل ّ الخ) عطف تفسير على يغتر لأن الإغترار الاستناد لما لا يكفي (قوله للنقض عليه الخ) أي بإبطال الكبرى القائلة وكل من هو كذلك فهو على الحق فيقال من اليهود والنصارى جازم بعقائد دينه ومصمم عليها ولا يرجع عنها وكثير التعبد لله ومع ذلك فليس على الحق (قوله ومن في معناهم) أي من ذوي الجهل المركب من المؤمنين (قوله يعني الخ) اشارة لقياس حاصله أنا مصمم على الحق وكل من هو كذلك فهو على بصيرة من دينه فأنا على بصيرة من ديني. وحاصل ابطاله أنا لا نسلم أن كل من كان مصمما على الحق على بصيرة من دينه إذ ليس تصميمه بالحق من حيث كون المجزوم به حقا بأن كان ثابتا بالدليل بل من حيث نشأته بين قوم يقولون ذلك هذا وظاهر كلام الشارح أن المستفاد من المصنف هو هذا القياس بعينه وليس كذلك لأن الصغرى في قياس المصنف أنا مصمم بعقائد ديني، وفي قياس الشارح أنا مصمم على الحق: أي وهو ضد الباطل وأيضا المقلد لم يدّع أنه على بصيرة لأنها معرفة الحق بالدليل والمقلد خال من ذلك فلا يدّعيه، وإنما يدّعي أنه على الحق فالأولى مجاراة المصنف (قوله على بصيرة) أي
6 -حواش