فهرس الكتاب
الصفحة 207 من 517

يعني ويستغنى عنه بالعلم، وقولي لما رآه ملزوما للاتصال هذه حجة النافي، وقوله: والحق ّ أنه لا يستلزمه: أي الإدراك الاتصال بالأجسام لما عرفت أن الإدراك أمر وراء الاتصال، والاتصال شرط فيه بالنسبة إلينا عادة لا عقلا، وقولي والتحقيق فيه الوقف: أي في الإدراك بمعنى لا ندري أهو ثابت له تعالى زائد على علمه أم لا، فيترك الجزم بأحد الأمرين لعدم ظهور دليله وهذا القول مختار المقترح وابن التلمساني، وحجتهما ما أشرنا إليه بعد، وهو أن التحقيق عندهما في نفي النقائص الاعتماد على الدليل السمعي، وقد ثبت في السمع والبصر والكلام كما قد بيناه فيها ولم يثبت في هذا الإدراك، فوجب الوقف عن اثباته ونفيه.

(ص) فصل: ثم نقول يتعين أن تكون هذه الأوصاف السبع تلازمها معان تقوم بذاته تعالى، فيكون قادرا بقدرة ومريدا بإرادة ثم كذلك إلى آخرها.

(ش) يعني بالأوصاف السبع ما ذكر قبل من كونه تعالى قادرا. ثم كذلك إلى متكلما، وإنما لم يعدها ثمانية بزيادة كونه مدركا لما رأى من التنازع في هذه الصفة الثامنة، ولما نقل أن التحقيق فيها الوقف. وأما كونه قديما وباقيا

علمه فالعلم الذي هو الإدراك له أفراد من جملتها المتعلق بالسكر والمسك مثلا فالعلم يتنوّع لأنواع اعتبارية بحسب المتعلق لكن مر ّ في تقرير كلام المصنف أن متعلق الإدراك هو الداخل في متعلق العلم (قوله يعني الخ) معمول يعني محذوف: أي يعني أنه غير زائد على العلم، وحينئذ فيستغنى عنه به (قوله لا يستلزم) أي عقلا (قوله وراء الاتصال) أي مغاير له منفك عنه (قوله أم لا) أي أو ليس بثابت فهو مقابل قوله أهو ثابت (قوله لعدم ظهور دليله) أي لخفاء دليل الجزم بكل من الأمرين فوجب الوقف (قوله وحجتهما) أي المقترح وابن التلمساني للقول بالوقف (قوله ما أشرنا إليه الخ) مقتضى هذا أن قوله بعدم ظهور دليله ليس حجة لهما مع أنه نفس الحجة لهما للقول بالوقف، وأما ما ذكره من أن التحقيق أن المعتمد عليه في نفي النقائص الدليل السمعي الخ فنقول هذا لا يظهر حجة للقول بالوقف بل إنما يظهر حجة للقول بعدم الإدراك.

فصل

(قوله ثم نقول الخ) ثم للترتيب الإخباري والنون للمتكلم ومعه غيره من أهل الفن ّ (قوله يتعين الخ) قدح في نفي المعتزلة صفات المعاني (قوله الأوصاف السبع) هي المعنوية، وتسمى أحكاما والأولى السبعة لأن المعدود مذكر (قوله تلازمها معان) جمع معنى وهو الصفة الموجودة في الخارج القائمة بالمحل الموجبة له حكما (قوله تقوم بذاته) وصف كاشف

(قوله بزيادة كونه الخ) الباء سببية ومدخولها مصدر مضاف لمفعوله (قوله لما رأى الخ) فيه أن وجود التنازع لا ينتج عدم ذكرها لجواز الترجيح في أحد القولين، فالأولى الاقتصار على التعليل الثاني لظهوره (قوله ثمانية) لكن الإدراك تحته صفات ثلاث، وزاد بعضهم رابعا وهو الإدراك للذات والآلام

14 -حواش

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام