فهرس الكتاب
الصفحة 208 من 517

فقد تقدم ما في ملازمتهما لصفتي القدم والبقاء. واعلم أن هذه الصفات السبع التي فرغ من برهان ثبوتها تسمى لأجل ملازمتها معاني أخرى، هي علل لها صفات معنوية وأحوالا معنوية نسبت إلى المعاني التي هي عللها ككونه قادرا علته للقدرة وكونه عالما علته العلم وهكذا إلى آخرها، وتسمى هذه العلل الملازمة للمعنوية صفات المعاني، فالمعنوية صفات ثابتة للذات لا تتصف بوجود ولا عدم معللة بمعنى قائم بالذات وعللها صفات موجودة قائمة بالذات موجبة لها حكما، وهو تلك الصفة المعنوية. هذا كله على القول بصحة الواسطة بين الوجود والعدم. وأما على القول بنفيها فليس ثم إلا الذات وصفات المعاني الوجودية، ولا معنى عندهم لكونه عالما وقادرا إلا قيام العلم والقدرة به فلا حال عندهم لا معنوية ولا نفسية. وبالجملة فالمتكلمون على فريقين فريق ينفي الحال وفريق يثبتها، وحقيقة الحال صفة اثبات بالوجود ولا بالعدم، فالقائلون بنفي الأحوال كالشيخ أبي الحسن

فالمعنوية حينئذ إحدى عشرة صفة (قوله فقد تقدّم الخ) أي فقد تقدّم الخلاف في كونهما ملازمين للقدم والبقاء على أن القدم والبقاء صفتان وجوديتان وعليه فيكون كونه قديما وباقيا حالين أو ليسا ملازمين للقدم والبقاء بناء على أنهما صفتا سلب والصفة السلبية لا توجب حكما لموصوفها وعلى هذا فكونه قديما وباقيا اعتباران لا حال (قوله هي) أي المعاني الأخر، وقوله: علل لها: أي ملزومات للصفات السبع التي فرغ من البرهنة على ثبوتها وجملة قوله هي الخ صفة لمعان أخر (قوله نسبت) أي الصفات التي فرغ من البرهنة عليها، وهذا بالنظر لما قبل التسمية بالمعنوية، وإلا فالمراد الآن بالمعنوية المعنى العلمي وهذا لم يلاحظ فيه نسبة (قوله ككونه قادرا الخ) الأولى التعبير بالفاء بدل الكاف واسقاط الكاف فيما بعد (قوله علته القدرة) أي فالقدرة مستلزمة للكون قادرا والكون قادرا والكون قادرا لازم لها وهكذا (قوله صفات المعاني) من إضافة العام للخاص وهي الإضافة التي للبيان (قوله ثابتة) أخرج به السلبية (قوله لا تتصف بوجود الخ) إنما نفي الوجود عنها بعد وصفها بالثبوت لأن الثابت عند مثبتي الواسطة قد يكون موجودا فاحتيج لإخراجه، وأما عند غيرهم فالثابت مرادف للموجود، وأما نفي العدم عنها فزيادة بيان لأن الثابت لا يكون معدوما لكنه لما نفي الوجود عنها فربما يتوهم ثبوت العدم فتعرض له (قوله معللة الخ) أخرج به الصفة النفسية على القول بأنها من الأحوال لا من الاعتبارات (قوله موجودة) أي في الخارج بحيث يمكن رؤيتها، وقوله: قائمة بالذات لازم لما قبله (قوله موجبة لها حكما) صفة للمعنى القائم بالذات، والمراد بإيجابها الحكم استلزامها للحكم لا التأثير بطريق العلة أو الطبع، وقوله: حكما الأولى أحكاما لأن الكلام جار في الجميع (قوله وهو) أي ذلك الحكم (قوله هذا) أي كون المعنوية صفة ثابتة للذات الخ (قوله بصحة الواسطة) المراد من الصحة الثبوت (قوله فليس ثم الخ) أي ليس ثم إلا الذات وصفات المعاني لا المعنوية فلا ينافي أن هناك الصفات النفسية والسلبية فالحصر إضافي لأن نافي الأحوال يقول بالنفسية والسلبية (قوله الوجودية) صفة كاشفة للمعاني (قوله إلا قيام العلم الخ) أي والقيام لإضافة واعتبار وهو غير الأحوال (قوله ينفي الحال) هو المعوّل عليه فلذا قدّمه (قوله وحقيقة الحال) أي التي وقع النزاع في ثبوتها ونفيه (قوله صفة اثبات)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام