الأشعري وكثير من المحققين ليس عندهم من الصفات إلا صفات المعاني، والقائلون بثبوت الحال كالقاضي وامام الحرمين يقسمون الصفات ثلاثة أقسام: نفسية ومعنوية ومعاني، ووجه الحصر أن المتحقق إما أن يتحقق باعتبار نفسه أو باعتبار غيره. الأول الموجود والثاني الحال، وهو إما أن يكون الغير الذي تحقق به ذات موصوفه أو معنى يقوم بموصوفه. الأول الحال النفسية. والثاني الحال المعنوية، وقد جعلها بعض المتأخرين ستة أقسام ضم إلى هذه الثلاثة ثلاثة أخرى: وهي السلبية والفعلية والجامعة لجميع الأقسام، ولهم في تعريف هذه الأقسام عبارات. أما الصفات السلبية، فقالوا إنها عبارة عن كل ما يمتنع أن يوصف به البارئ جل وعلا، والتحقيق أنها عبارة عن نفي كل ما يمتنع الخ، وذلك كسلب الشريك والجسمية والعرضية ونحو ذلك، وقد تكون بعض السلوب جائزة في حقه تعالى ومنهم من يعبر عنها بالحدوث، وذلك كعفوه تعالى وحلمه بعد الجناية فإنه عبارة عن اسقاط العقوبة مع تحقق الجناية.
أي صفة ثابتة (قوله ليس عندهم من الصفات) أي الثبوتية التي يتصف بها المحل على وجه القيام بها لا مطلقا فلا ينافي أنهم يقولون بصفات السلوب والصفات النفسية وصفات الأفعال (قوله يقسمون الصفات) أي الثبوتية القائمة بالمحل كما يرشد لذلك ما بعده من الحصر (قوله أن المتحقق) أي الوصف الثابت موجودا كان أم لا (قوله الأوّل الوجودية) أي المعاني، وفي بعض النسخ. الأوّل الموجود: أي الوصف الموجود كالعلم والقدرة وباقي صفات المعاني (قوله الذي تحقق به) أي ثبت بسببه (قوله ذات موصوفه) المراد بذات موصوفه حقيقة الموصوف كأن الموصوف ذاتا أو صفة ألا ترى أن القدرة من الصفات ولها تعلق بالموجودات، وهذا التعلق حال نفسي وشأنه أن يتحقق بالقدرة (قوله الأول الحال النفسية) أي كالوجود والتحيز للجرم واللونية للبياض والانسانية وتعلق القدرة بالموجودات (قوله الحال المعنوية) كالكون قادرا والكون أبيض (قوله وجعلها بعض المتأخرين الخ) هذا التقسيم بالنظر لصفة الاله لأنه المقصود أوّلا وبالذات، وإن كان يوجد أيضا في الحادث ثانيا وبالعرض (قوله أما الصفات) الأولى الصفة بالافراد لأن المعرّف الماهية لا الأفراد كما أن الأولى أيضا حذف كل لأنها لاستغراق الأفراد، والمقصود بيان الماهية المجملة (قوله عبارة) الأولى اسقاطه لأن العبارة في الأصل مصدر عبر ثم تعورف في الألفاظ المعبر بها والصفة السلبية ليست لفظا (قوله عن كل ما يمتنع الخ) فيه أن الحدوث والعجز والجهل يمتنع أن يوصف بها الباري مع أنها ليست من الصفات السلبية (قوله والتحقيق) أي تحقيق ما تقدّم وتوضيحه بحيث لا يرد عليه شيء (قوله ونحو ذلك) كسلب الحدوث وسلب افتتاح الوجود وسلب انتهاء الوجود وسلب العجز والجهل (قوله جائزة) أي لا واجبة كما هو شأن صفاته تعالى (قوله عنها) أي عن بعض هذه السلوب الجائزة (قوله بالحدوث) أي بالمشتق منه بأن يقول هذه الصفات حادثة (قوله وذلك) أي ما ذكر من بعض السلوب الحادثة (قوله فإنه) أي ما ذكر من العفو والحلم فهما صفة واحدة جائزة في حق المولى لا واجبة له فهي حادثة: أي متجددة بعد عدم،