فهرس الكتاب
الصفحة 210 من 517

وأما الصفات النفسية، فقيل إنها عبارة عن كل حال ثبتت للذات غير معللة، وقيل هي كل صفة اثبات للذات من غير معنى زائد على الذات، وقيل هي كل صفة ثبوتية زائدة على الذات لا يصح توهم انتفائها مع بقاء الذات الموصوفة بها، وهي في الحقيقة راجعة إلى شيء واحد، ويمثلون النفسية بكونه واجب أزليا أبديا وفيه نظر، والتحقيق رجوع هذه الصفات إلى السلب، وقد سبق ذلك والمحققون يرون أن الصفات النفسية لم يعرف منها شيء، ولو عرفناها لكنا قد عرفنا

وقد يقال حيث فسر العفو والحلم بإسقاط العقوبة كانا من صفات الأفعال لا من صفات السلوب لأن صفات السلوب عبارة عن نفي أمور لا تليق والاسقاط ليس نفيا بل هو عبارة عن الكف عن الفعل أي عن الترك له والكف فعل (قوله وأما الصفات النفسية) الأولى الافراد كما في بعض النسخ لأن التعريف للماهية والنفسية نسبة للنفس بمعنى الذات لأن الذات لا تعقل بدونها من نسبة المتعلق بالكسر للمتعلق بالفتح (قوله عبارة) الأولى حذفه كما أن الأولى حذف كل لما علمت آنفا (قوله غير معللة) بالجر صفة لحال أو بالنصب حال من فاعل ثبتت وخرج بهذا الأحوال المعنوية كما أنه خرج بقوله ثبتت المعاني والسلبية وهذا التعريف مبني على أن الصفة النفسية حال لها ثبوت في الخارج غير ثبوت الذات (قوله كل صفة اثبات) أي كل صفة ثابتة والأولى حذف كل وخرج بقوله اثبات الوجودية والسلبية (قوله من غير معنى زائد على الذات) أي من غير أن تكون هذه الصفة تابعة لمعنى زائد على الذات هذا هو المراد فخرج بهذا القيد المعنوية وليس المراد عدم مصاحبتها لصفة أخرى من صفات المعاني (قوله ثبوتية) أي ثابتة في الخارج (قوله زائدة على الذات) وصف كاشف (قوله لا يصح توهم انتفائها الخ) المراد بالتوهم الوقوع في الوهم: أي الذهن على طريق الحكم: أي لا يصح أن الذهن يحكم بانتفائها حكما مستقيما مع بقاء الذات الموصوفة بها، والمراد أيضا لا يصح توهم انتفائها الخ: أي بالنظر للذات لا لأمر خارج وحينئذ خرج بهذا القيد المعنوية، وذلك لأن الصفة النفسية مقوّمة للذات والمقوم للشيء لا يصح انتفاؤه مع تحقق المقوّم به بخلاف الصفات المعنوية فإنه لا يصح انتفاؤها من أجل كونها من صفات الألوهية، ويصح انتفاؤها عن الذات بالنظر لكونها ذاتا من غير نظر للألوهية (قوله هي) أي تلك الأقوال (قوله في الحقيقة) أي وأما بحسب اللفظ فمختلفة (قوله ويمثلون) أي للصفة النفسية في جانب الاله (قوله أزليا أبديا) لازم لقوله واجب الوجود لأن معناه الذي لا يقبل الانتفاء لا أزلا ولا فيما لا يزال (قوله وفيه) أي في التمثيل بما ذكر للنفسية (قوله والتحقيق الخ) سند لقوله وفيه نظر قالوا للتعليل (قوله هذه الصفات) أي كونه واجب الوجود الخ (قوله إلى السلب) أي الانتفاء: أي وإذا كانت ترجع إلى صفات سلبية جعلها نفسية (قوله وقد سبق ذلك) أي رجوع هذه الصفات إلى السلب لأن واجب الوجود هو الذي لا يقبل الانتفاء والأزلي والأبدي يرجعان إلى القدم والبقاء، وتقدّم أنهما سلبيان على التصحيح (قوله والمحققون الخ) إشارة لدعوى واستدل عليها بدليل الخلف وهو اثبات المدّعى بإبطال نقيضه (قوله لم يعرف الخ) أي لم يعرف بالكنه، والحقيقة لا بالرسم وإلا فهي معروفة مثبتة في كتب الكلام ولا خصوصية للنفسية بذلك بل مثلها المعاني فإنها لم تعرف بالكنه بل بالرسم أيضا (قوله ولو عرفناها)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام