فصل في مبادى علم الكلام
معنى الألوهية وأحكامها
{فصل} ينبغي أن نقدّم قبل الشروع في شرح مسائل الفصل مقدمتين تمسّ الحاجة إليهما المقدّمة الأولى في حدّ علم الكلام وبيان موضوعه، وفي تفسير ألفاظ تستعملها العلماء في هذا العلم. أما حقيقة علم الكلام، فهو العلم بأحكام الألوهية وإرسال الرسل وصدقها في كل أخبارها وما يتوقف شيء من ذلك عليه خاصا به
فصل
(قوله ينبغي) أي يستحسن (قوله تمسّ) أي تدعو، وبابه فرح ونصر (قوله المقدمة الأولى الخ) هي مقدّمة علم من حيث احتوؤها على الحد والموضوع، وترك الغاية وهي تصحيح الإيمان، والاسم وهو علم أصول الدين وعلم التوحيد وعلم الكلام، والحكم هو الوجوب العيني على كل ملف، والواضع وهو أبو الحسن الأشعري ومن تبعه بمعنى أنهم دوّنوا كتبه وردّوا الشبه وإلا فمعلوم أنه جاء به كل نبيّ، والمسائل وهي القضايا المثبتة فيه والبراهين العقلية والنقلية، والاستمداد وهو مستمدّ من الكتاب والسنة، والنسبة وهي أصل لعلوم الدين وما سواه فرع عنه، والفضل وهو أنه أشرف العلوم لكونه متعلقا بالله ورسله وما يتبع ذلك وهي مقدمة كتاب أيضا من حيث احتواؤها على ألفاظ يتوقف الشروع في ذلك الكتاب عليها (قوله علم الكلام) الإضافة بيانية (قوله وبيان موضوعة) أي موضوعية موضوعه، والمراد بيان موضوعية الموضوع التصديق بموضوعية الموضوع: أي التصديق بأن كذا موضوع العلم، وإنما قدرنا موضوعية لأن التصديق إنما يتعلق بموضوعية الموضوع لا بالموضوع فالموضوع من قبيل التصديقات بخلاف الحدّ فإنه من قبيل التصورات (قوله أما حقيقة علم الكلام) أي حقيقته التفصيلية وهي عين الحدّ ولو عبر به لكان أحسن لتقدم ذكره (قوله فهو العلم الخ) الأحكام جمع حكم بمعنى النسبة التامّة فإن أريد بالعلم النسب فالباء للتصوير، وإن أريد به التصديق بالنسب فالباء للتعدية وإن أريد به الملكات فالباء للملابسة، والألوهية هي كون الذات إلها: أي معبودا بحق، ثم إن المراد بأحكام الألوهية الأحكام التي تضمنتها الألوهية مثل ثبوت القدرة والارادة، وليس المراد الأحكام المتعلقة بالألوهية من حيث كونها معنى من المعاني وأنها أمر اعتباري وأنها لا تنقسم لأن هذه الأحكام لا يتكلم عليها في هذا الفن (قوله وارسال الرسل) عطف على الألوهية: أي والعلم بأحكام ارسال الرسل: أي الأحكام التي تضمنها إرسالهم من وجوب الصدق والأمانة الخ واستحالة أضدادها وعلى هذا فقوله: وصدقها من عطف الخاص صرّح به لأجل قوله: في كل ّ الخ (قوله في كلّ أخبارها) أي سواء كانت متعلقة بالأحكام أولا (قوله وما يتوقف الخ عطف على الأحكام: أي والعلم بالشيء الذي يتوقف عليه أحكام الألوهية. وما عطف عليها من أحكام الارسال فضمير عليه راجع لما وقوله من ذلك لأحكام الألوهية وما عطف عليه، وقوله: خاصا به حال من مّا: أي حال كون ذلك الشيء الذي هو مصدوق ما خاصا بذلك الأحكام. ثم إن المراد بالشيء الذي هو مصدوق ما حدوث العالم أو ثبوت امكانه اللذان يتوقف عليهما ثبوت بعض أحكام الألوهية كثبوت القدرة والإرادة الخ مما كان دليله العقل فخرج السمع والبصر والكلام، وثبوت بعض