فهرس الكتاب
الصفحة 12 من 517

ونثبت القدم باقتفاء آثارهم في مزالق أو عاره.

[وبعد] فيقول العبد الفقير إلى ربه، المشفق من خبث صنيعه وسوء كسبه: محمد بن يوسف السنوسي الحسني غفر الله له بلا محنة ولأبويه ولإخوانه وذرّيته وأحبته، وجمع الجميع بفضله في أعالي الفردوس مع المقربين من أصفيائه وأهل محبته وشريف قربته: لما وفق الله سبحانه وتعالى لوضع العقيدة المسماة بعقيدة أهل التوحيد، المخرجة بعون الله من ظلمات الجهل وربقة التقليد، المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل ّ مبتدع عنيد، طلب مني بعض من اعتنى بقراءتها، أن أضع له عليها مختصرا يكمل مقاصدها

الأصل الأشياء الحسية المظلمة مستعارة هنا للأزمنة المظلمة، وقوله: ظلم الجهل من اضافة المشبه به للمشبه، والمعنى حينئذ يهتدى بهم في الأزمنة المظلمة، وهي أمنة الجهل الشبيهة بالظلم، والمراد بأزمنة الجهل الأزمنة الكائنة بعد موته صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي، فصار الناس يرجعون للصحابة في النوازل وبهم يهتدون (قوله ونثبت القدم الخ) استعار القدم للعقل والباء في باقتفاء سببية والاقتفاء الاتباع والآثار جمع أثر: أي أثر المشي، والمراد به هنا العلوم، والمزالق جمع مزلق أي مكان الزلق أريد به هنا الخطأ واضافته للأوعار التي هي الأمكنة الصعبة للبيان، والأوعار مستعار للمسائل الصعبة، والضمير في أوعاره للجهل واضافة الاوعار للجهل باعتبار أنه سبب في الزلق وحينئذ فالمعنى: ويثبت العقل بسبب اتباع علومهم في المسائل الصعبة التي يحصل الخطأ فيها بسبب الجهل (قوله العبد) أي لله بسبب ايجاده له (قوله الفقير) أي المحتاج (قوله إلى ربه) أي مالكه (قوله المشفق) أي الخائف عذاب ربه (قوله من خبث صنيعه) أي من أجل سوء مصنوعه: أعني الأفعال الصادرة منه، وقوله: وسوء كسبه: أي مكسو به مرادف لما قبله (قوله بلا محة) أي اختبار له بضرر في بدنه أو ماله (قوله وذرّيته) أي نسله ذكرا كان أو أنثى (قوله وأحبته) أي كل من يحبه ولو بعد عصره (قوله وجمع الجميع) أي نفسه وإخوته وأبويه وذريته (قوله بفضله) الباء للملابسة: أي لا وجوبا عليه (قوله في أعالي) جمع أعلى (قوله من أصفيائه) بيان للمقربين (قوله وأهل محبته) عطف عام على خاص (قوله وشريف قربته) المراد بالقربة الطاعة: أي الله: أي طاعته الشريفة (قوله لما وفق الله) أي وفقني مقول القول (قوله لوضع) أي تأليف (قوله المخرجة) من الاسناد للسبب لكن باعتبار معناها لا لفظها، والمخرج الحقيقي هو الله (قوله بعون الله) أي بإعانته (قوله من ظلمات الجهل) من إضافة المشبه به للمشبه (قوله وربقة التقليد) من إضافة المشبه به للمشبه والربقة حبل يجعل في رقبة الحيوان الصغير يسحب به، فصاحب التقليد ينقاد إلى مقلده في كل ّ ما يريده منه بسبب تقليده كما أن الحيوان ينقاد مع كل ّ من سحبه من رقبته (قوله المرغمة) أي الملصقة بالرغام بفتح الراء: أي التراب أنف الخ، والمعنى على التشبيه: أي ان تلك العقيدة لما احتوت عليه من الأدلة القاطعة

كالمرغمة الخ، ويحتمل أن المرغمة بمعنى المذلة (قوله مبتدع) أي في السنة ما ليس منها (قوله عنيد) أي معاند لا يمتثل للحق (قوله بقراءتها) المراد بالقراءة ما يشمل الحفظ والمطالعة (قوله يكمل مقاصدها) أي العقيدة والاضافة من اضافة المدلول للدّال:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام